أول دليل سياحي للعاصمة عدن

مشروع تخرج لطلاب كلية الآداب في العاصمة عدن

محليات
قبل 4 أشهر I الأخبار I محليات

وأول دليل سياحي يشتمل على عدن من الموضة، حيث ينطلق في متناول القراء والمهتمين ككتاب وطني باللغتين العربية والإنجليزية. ومن المقرر أن يكون متاحًا أيضًا على منصة إلكترونية، ليغطي كافة أنواع السياحة في

 

اليوم، قدم الطالب قائد منصور محمد، وخميس عبدالله خميس، ووائل محمد نصر النموذج الأول من هذا الدليل كمشروع تخرج من قسم الصحافة والإعلام بكلية الآداب، في ظل الأستاذ نصر مبارك باغريب. حضرت مناقشة لجنة مكونة من الأستاذ الدكتور جمال الحسني عميد كلية الآداب، والدكتور وهيب عزيبان عميد كلية الإعلام، والدكتور عبدالرحيم

 

اول دليل سياحي للعاصمة عدن يظهر الى الوجود، وقريباً سيكون في متناول القراء والمهتمين الوطنيين

اولاً ككتاب مطبوع باللغتين العربية والانجليزية وفي المرحلة اللاحقة سيكون في متناول المهتمين داخل الوطن وخارجة عبر منصة الكترونية خاصة بالسياحة بمختلف اشكالها ليس فقط داخل العاصمة عدن بل يشمل كل محافظات الجنوب العربي.

اليوم تم عرض النموذج الاول من هذا الدليل الواعد كمشروع تخرج اعده الطلاب قائد منصور محمد وخميس عبدالله خميس ووائل محمد نصر في جامعة عدن كلية الاداب قسم الصحافة والاعلام شعبة العلاقات العامة الدفعة ٢٣ باشراف الاستاذ نصر مبارك باغريب وتمت المناقشة من قبل اللجنة الخاصة ممثلة بالاستاذ/ د. جمال الحسني عميد كلية الاداب والدكتور وهيب عزيبان عميد كلية الاعلام والدكتور عبدالرحمن باهارون.

 

*المقدمة التمهيدية للمشروع

في المقدمة التمهيدية التي القاها الطالب خميس عبدالله خميس نيابة عن الطلاب استعرض فيها الاسباب والدوافع والمحفزات والاهمية الوطنية والسياحية لانجاز هذا المشروع مستعرضاً الدمار والنهب والسلب المريع الذي تعرضت له اثار هذه المدينة ومعالمها التاريخية ولاهمية ما ورد في المقدمة التنهيدية لهذا المشروع نورد نصها:

 

الحقيقة المرة التي نعرفها جميعاً هي للأسف ان اغلب المعالم الاثرية والسياحية في العاصمة عدن وفي بقية محافظات الجنوب تعرض البعض منها للإهمال والعبث من قبل الباحثين عن الكنوز.. والبعض الاخر تعرض للتدمير الواعي الممنهج الهادف هدم هذه المعالم وطمس هويتها التاريخية الحضارية الاصيلة التي تعود للعصور القديمة المختلفة .. والبعض الاخر تم هدمها واعاده بنائها من جديد بطابع معماري وهوية مختلفة مثال على ذلك مسجد ابان الذي يعود بنائه الى عهد ابان عثمان بن عفان، حيث تم هدمه واعاده بنائه من جديد على النمط المعماري الزيدي باستخدام مواد بناء معاصرة.. عوضا عن ما كان يجب ان يتم الحفاظ على هذا الارث التاريخي وترميمه بشكل لائق.. ما من شك ان ما تعرض له هذا الجامع الاثري هو نموذج للخراب والتشوية الذي طال بقية المعالم الاثرية في هذه المدينة ودليل على غياب تام للجهات المختصة التي يتوجب عليها الاضطلاع بمهامها وواجباتها بحرص وتفاني كما انه تأكيد على غياب المسؤولية الوطنية و الاهتمام الشعبي والجماهيري بإرثهم وموروثهم التاريخي واعطاء هذه المدينة وما تكتنزه من معالم تاريخية وسياحية ولو القدر اليسير من الاهتمام .

 

سيدون التاريخ ان الدمار الاكبر والاشمل الذي لحق بمعالمنا واثارنا وتراثنا الوطني التاريخي حدث بعد اجتياح الجنوب في العام 1994م حين اقدمت جحافل الغزاة ولصوص الاثار المحترفين المحليين والاجانب على استباحة ونهب المتاحف الوطنية في اغلب محافظات الجنوب وبالذات العاصمة عدن التي نهبت الكثير من مقتنياتها الوطنية الاثرية ذات الاهمية والقيمة التاريخية التي لا تقدر بثمن.

ليس هذا فحسب بل ان البعض مما تبقى من هذه الاثار وباسم الوحدة

تم نقلها من قبل سلطات الاحتلال بهدف اعادة عرضها في متاحف العاصمة اليمنية صنعاء ولكن مصيرها لازال مجهولاً.

الموجة الثانية من الدمار التي لحقت بكنوز الجنوب الاثرية حصلت اثناء وبعد الغزو الحوثي للجنوب والعاصمة عدن في العام ٢٠١٥م.. ويعد المتحف العسكري الذي تعرض للقصف والدمار وتم نهبه فيما بعد, واليوم لم يتبقى من هذه الصرح والمعلم التاريخي وكنوزه الاثرية ، سوى اطلال مدمرة تحكي المأساة التي تعرض له تاريخنا من دمار.. بعد تحرير العاصمة عدن ظلت معالمنا التاريخية واثارنا موضع الاهمال من قبل الجميع وشهدت هذه المدينة الجميلة اكبر موجات البسط العشوائي الوحشي الهمجي الذي طال مختلف معالمها الاثرية والتاريخية ومتنفساتها ومواقعها وتضاريسها الجمالية السياحية محدثة بذلك ازمة كبيرة ومستعصية.. هذه الجرائم المرتكبة بحق تاريخ هذه المدينة ومتنفساتها ومعالمها تضعنا اجيال الحاضر والمستقبل وقيادات ومثقفي وعلماء التاريخ والاثار في هذا البلد امام واجبات وطنية ومسؤولية تاريخية لاعادة إحياء تاريخنا العريق وابرازه للوجود وهذه المهمة صعبة ولكنها ليست بالمستحيلة اذا توفر الوعي والارادة .

امام هذه الحقائق المرة والقاسية وفي مواجهة الكوارث التي حلت بتاريخنا وتراثنا واستشعاراً منا بالمسؤولية الوطنية كطلاب تجاه هذه المدينة العريقة الذي يقدر عمرها باكثر من ٥٥٠٠ سنة بحسب تصنيف منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة ( اليونسكو)

إلا ان نسخر مشروع تخرجنا في خدمة هذه المدينة من خلال اعداد اول دليل سياحي للعاصمة عدن باللغتين العربية والانجليزية نبرز من خلاله للسياح الاجانب والزوار المحليين ما تكتنزه هذه المدينة الحضارية من معالم اثرية وسياحية وجمالية طبيعية كانت مدفونة..كما اردنا ان نوصل رسالة للجهات المعنية فحواها "ان المحافظة على التراث الثقافي والبيئي هو مشروع حياة فمن لا ماضي له لا حاضر له ومن لا حاضر له لا مستقبل له".

وانطلاقا من ادراكنا بأهمية التاريخ في بناء وتنشئة الاجيال وربط حلقات تواصلها المستمر.. ومبادرة منا في خدمة هذه المدينة والحفاظ على ارثها وهويتها التاريخية عمدنا على انجاز هذا الدليل الذي نراه ليس اكثر من مجرد حجر صغيرة نرميها في بحيرة راكدة.. مع التأكيد ان مشاريعنا وطموحاتنا المستقبلية لا تتوقف عند هذا الدليل السياحي الورقي الذي سنقدمه اليوم كمشروع للتخرج.. بل نعتبره لبنه اوليه ومحور ارتكاز لمشروع وطني كبير سنشرع العمل به في المستقبل القريب وستكون البداية بانشاء منصة الكترونية تهتم باعادة جمع وتوثيق ونشر موروثنا التاريخي والسياحي والثقافي ليس فقط في عاصمتنا الحبيبة عدن ولكنها ستمتد لتشمل كل محافظات الجنوب إن شاء الله وستكون هذه المنصة واحة وملتقى للباحثين والدارسين والمختصين في هذه المجالات وفي الوقت ذاته دليلا ارشاديا وتعريفيا للدارسين والباحثين والسياح والزائرين للعاصمة.

ونحب ان نؤكد باننا قد استكملنا من اعداد مجمل التصورات النظرية الخاصة بهذا المشروع وسيرى النور عما قريب اذا توفرت الامكانيات والدعم

في الختام نود ان نوجه الشكر والتحية لعمادة كليتي الاعلام والآداب وطاقمها التدريسي الذين يعود لهم الفضل اولا في العلوم والمعارف التي تلقيناها واكتسبناها على ايديهم وثانيا وهو الاهم انهم اوقدوا في نفوسنا وفي نفوس كل الدارسين جذوات الانتماء والولاء الوطني والتاريخي والشعور الرفيع بالمسؤولية الجسيمة الملقاة على عاتق كل فرد منا تجاه تاريخه ووطنه وشعبه

الشكر والفضل الكبير في نجاح هذه المشروع للاستاذ/ نصر باغريب المشرف العام الذي كان بمثابة الملهم والمحفز والموجه لنجاح هذا المشروع وسيظل كذلك في المستقبل

كما نشكر مدير دائرة التوجيه المعنوي العميد الركن علي منصور الوليدي ونائبه العميد الركن عبداللطيف علي عبدالله على وقوفهم معنا سواء بتقديم النصح والاستشارات القيمة او باحتضانهم لنا في مقر الدائرة خلال فترة عملنا في هذا المشروع وتوفير الاجواء الملائمة.

بعد هذه المقدمة التمهيدية التي قوبلت باستحسان وتصفيق حار من قبل الحاضرين، كما قدم المشاركين استعراضاً موجزاً لمشروع الدليل.

 

*اقسام الدليل وابرز مكوناتها

يضم الدليل بين دفتيه حتى الان حوالي ٩٦ صفحة A5قابلة للزيادة ويشمل الاقسام التالية:-

القسم الاول: معلومات عامة عن العاصمة عدن.. ( التسمية- لمحة تاريخية- الهوية الثقافية- موقعها- حدودها- جغرافيتها- مساحتها- تضاريسها- سكانها- مناخها- المديريات والجزر التابعة لها ومعلومات اخرى عن الاعياد والمناسبات والعطل وتكاليف الاقامة فيها).

القسم الثاني: يتناول اثارها ومواقعها التاريخية ومتاحفها الوطنية ومساجدها وكنائسها ومعابدها التاريخية المختلفة .

القسم الثالث: يحتوي على الاماكن السياحية والترفيهية واسواقها القديمة ومتنزهاتها البحرية ومنتجعاتها ( سواحلها).

القسم الربع : ابرز واشهر المولات والمراكز التجارية.

القسم الخامس: يحوي على ابرز الفنادق والشاليهات والاستراحات السياحية الترفيهية.

القسم السادس: يتكون من ابرز المطاعم السياحية والشعبية والكافيهات..كما تضمن الدليل ايضاً على ابرز المستشفيات والمستوصفات الخاصة والعامة ومراكز ومعاهد التدريب والمصارف والبنوك ومكاتب السفر والسياحة الى جانب انواع من الاحياء البحرية ( الاسماك) والطيور المهاجرة والمستوطنة التي تشتهر بها العاصمة عدن، ويقدم الدليل معلومات مقتضبة وصور حصرية عن كل هذه الاقسام وفروعها ومكوناتها المختلفة.

 

*تقييمات لجنة المناقشة*

اللجنة المشرفة التي اشادت بهذا المشروع والجهود التي بذلها الطلاب لانجازه واخراجه الى النور قدمت ايضاً جملة من التقيمات والملاحظات التي من شأنها تطوير هذا العمل وتحديثه بشكل مستمر..كما اكدت في الوقت ذاته على اهمية هذا المشروع وتطويره بشكل متواصل والتاكيد على اهمية تظافر وتكامل جهود واهتمامات المؤسسات الاكاديمية وبالذات جامعة عدن والمؤسسات الرسمية والمدنية المختصة وكذلك القطاع العام وقطاع الصحافة والاعلام لتقديم صورة جميلة ومشرفة عن العاصمة عدن واثارها وتاريخها واهميتها الجواقتصاديةوالتسويق العالمي الاقتصادي والسياحي والتجاري لهذه المدينة العريقة.

الاهتمام الذي اظهره الاساتذه والاكاديمين المشرفين والمناقشين لهذا المشروع شكل بدوره حافزا لهؤلاء الطلاب على مواصلة مشروعهم يالتنسيق والتعاون مع الكلية واملهم كبير بان يلقى مشروعهم الرعاية والدعم الذي يستحقه من المؤسسات الرسمية والاجتماعية الوطنية ورجال المال والاعمال .

 

*التميز النوعي للخريجين

التميز النوعي للخريجين يتجلى في عدد من الحقائق المهمة ابرزها:

- انتقاء فكرة المشروع ( دليل سياحي للعاصمة عدن) التي تكتسب اهمية وابعاد وطنية وتاريخية في حماية الاثار والترويج لها ولفت جهات الاختصاص والمجتمع بالمسؤولية والواجبات الوطنية التي تقع على عاتقهم في الحفاظ على ارثنا التاريخي الذي يمثل هويتنا التاريخية والحضارية ومنطلق وعنوان لمستقبلنا.

- إبراز معالم العاصمة عدن الجمالية والسياحية في سياق الترابط الازلي بين اضلاعها الثلاثة ( البحر- الجبل والصحراء- الانسان) ومن ناحية اخرى الماضي والحاضر والمستقبل والتسويق والترويج الدعائي والاعلامي لها، باشكال وابعاد واهداف مختلفة( اقتصادية- تجارية- سياحية- ثقافية- تاريخية- وجيوسياسية)

- يتميز مشروع التخرج عن غيره من المشاريع ان الطلاب المشاركين فيه اختاروا وحددوا بشكل مسبق ليس فقط مشروع تخرجهم لنيل الشهادة الجامعية ولكن ايضاً وهذا هو الاهم اختاروا لانفسهم وبشكل مبكر مجال عملهم ما بعد التخرج وهذا يعني انهم لا يقفون على ارصفة البطالة منتظرين فرص عمل تأتي لهم بل صنعوا فرص العمل بشكل مسبق باختيارهم الطوعي للعمل على هذا المشروع في المستقبل من خلال اعلانهم عن إنشاء منصة الكترونية الخاصة بكل اشكال السياحة وخدماتها في محافظات الجنوب المختلفة وهذا تعوزه بلدنا ( منصة متخصصة يالاثار والسياحة والخدمات السياحية الداخلية والخارجية وتسويقها )..ننصح الطلاب الخريجين الاستفادة من هذه التجربة الفريدة والمتميزة بان تكون مشاريع تخرجهم مرتبطة بمستقبلهم المهني واعمالهم المستقبلية الخاصة التي يصنعوها بايديهم حتى لا يضافوا الى اعداد البطالة الكبيرة في بلادنا ممن سبقهم في التخرج.