علق الكاتب والسياسي اليمني خالد سلمان على الخطوات السعودية الاخيرة لاسترضاء الحوثي والضغط على الحكومة الشرعية للتراجع عن قرارات مركزي عدن دون وضع اعتبار لغليان وغضب الشارع اليمني جراء السياسات التدميرية التي ينتهجها الحوثيون لتدمير القطاع المصرفي وتجريف ودائع ومدخرات الناس وانعكاس ذلك على حياتهم ومعيشتهم.
وكتب السياسي خالد سلمان مقالا تحليلا على حسابه بمنصة اكس قال فيه : "لقد أستوعب السعوديون الدرس جيداً، من أن الولايات المتحدة موجودة اليوم هنا، ولكنها لن تكون موجودة غداً ، وان الحوثي موجود هنا اليوم ولن يغادر في الغد ،حسب خبير إمريكي ، وهو ما تفعله الرياض حالياً من بذل الجهود المتزايدة لإسترضاء الحوثي الجار الكارثي ، وتشبيك العلاقات معه وإعادة رسم خياراتها وإنحيازاتها، بالإنتقال من طرف حليف راهناً -أو كان يُعتقد إنه كذلك- إلى طرف هو الحليف في الغد أي الحوثي"..
واضاف : "لن نستخدم الكلمة الموجعة من أن السعودية باعت حلفاء الأمس ، ولكنها إستنفذت الإستفادة منهم، وباتوا عبئاً عليها، وحان الوقت كي تعيد المملكة توجيه إهتمامها إلى من يمثل الثقل الحقيقي في ميزان القوى ، ومن معه تستقر مصالحها ويغدو أمنها الداخلي بأمان وخارج التهديدات المباشرة".
واردف قائلا : "في سياسة تدوير الزوايا ، وجهت السعودية نظرها ورمت بكل أوراقها بإتجاه الحوثي، حاصرت الحكومة الشرعية بلاءاتها الصارمة: لا لتنفيذ قرارات البنك المركزي، لا للدخول بحرب مع الحوثي ، لا لدعم عسكري سعودي وتمويل مالي للشرعية، مالم ترضخ لإملاءات القصر الملكي ، التي تضرب في الصميم الوضع القانوني الدولي، والتوصيفات الصادرة عن مجلس الأمن بأنها هي الشرعية المعترف بها دولياً، وإن الطرف الآخر هو إنقلابي وخارج القانون الدولي وشرعة الأمم ، وهو مالم يعد قائماً على الأرض ، حيث الحوثي يجري شرعنته بخطى متسارعة، ويُسحب البساط من تحت أقدام شرعية إسمية لم تعد كذلك ،كل ماتسعى إليه بشق الأنفس هو التوسل أن تكون شريكاً تفاوضياً بالشكل من موقع الملحق والأضعف".
وتابع : "هناك خارطة جديدة تتشكل في اليمن: الحوثي حاكماً والشرعية شريكة بما هو دون الثلث المعطل بكثير ، أي بحضور غير فاعل، والجنوب خارج بنود التسوية والتقاسم، وربما إن لم يوفق أوضاعه حسب المعروض عليه ،يُكسر عسكرياً".
واستطرد قائلا : "من الإقتصاد حيث موارد النفط تخضع لمحاصصة الثلثين للحوثي مقابل الثلث ،وتوريد الحصة الحوثية لبنك صنعاء مع إبقاء جباياتها خارج الإلتزام بدفع الرواتب ، إلى السياسي حيث السيادة شبه الكاملة
للحوثي، وحيث شكل الدولة يقرره القوي عسكرياً في حلبة المنازلة الداخلية ، تتكثف صورة القادم ، على هيئة شرعية لم يعد مرغوباً بها سعودياً، ولم تملك أو يتم تمكينها يوماً من أوراق القوة، ما يحافظ على حضورها الندي على طاولة التفاوض ، صورة فيها الحوثي ومن خلفه إيران هو الحليف البديل، وصاحب اليد الطولى والقول الفصل في تحديد مسارات الحل وتقاسم الحصص"..
واضاف : "لدينا خارطة طريق أو لنقول صفقة بين طرفين السعودية والحوثي وبلا إطار تفاوضي جنوبي مستقل، ولدينا شاهدة زور هي الشرعية ،كل وظيفتها أن تمهر الحل ببصمتها دون ان تكون شريكاً في صياغة بنود التسوية".
وختم مقالته بالقول : "السعودية أستوعبت درس التعايش القهري مع سلطة وسوءات الجغرافيا ، في ما كل ماسواها لم يتعلم إن من يبيع قراره مقابل الثراء الشخصي، يخرج من المعادلة ويصمت إلى الأبد. هل هو حل؟ هي صفقة تؤسس لحرب حدود معركتها جنوباً".