لطالما كانت العلاقة بين الملكة فيكتوريا وخادمها، الذي كان رفيقها المقرب بعد وفاة زوجها الأمير ألبرت، مثار جدل لأكثر من قرن من الزمان.
وفي بودكاست جديد لصحيفة "ديلي ميل"، حاول الكاتب الصحفي وكاتب السيرة الملكية روبرت هاردمان والمؤرخة كيت ويليامز استكشاف كيف استمرت علاقة براون مع الملكة فيكتوريا على مدار أكثر من عقدين من الزمن.
وقال هاردمان إن علاقة الملكة والخادم كانت حميمية للغاية، حتى إن بعض الشائعات أشارت إلى أنهما كانا ينامان في غرف متجاورة، وكانت الملكة تشير إليه بـ"عزيزي" في الرسائل.
وعندما توفيت الملكة عام 1901 دفنت وهي ترتدي خاتم الزواج الذي كان يخص والدة براون.
لكن هل تزوجت الملكة حقا بالخادم الاسكتلندي الذي كان يبلغ طوله 6 أقدام، ودائما ارتداء التنورة الاسكتلندية في حفل سري بالقرب من بالمورال، قصرها المفضل في اسكتلندا؟
قال البروفيسور ويليامز "إنه سؤال المليون دولار، وهو السؤال الذي كان الفيكتوريون يطرحونه".
وتابع "أصبحت الملكة فيكتوريا قريبة في البداية من براون بعد سيطرتها هي وزوجها ألبرت على قلعة بالمورال في عام 1848، وكان براون، يبلغ حينها من العمر 21 عاما، إذ عمل خادما لهما.
وأوضح "تم تعيين براون من قبل ألبرت، وظهر أمام العامة كثيرا، حين كان يرافق فيكتوريا في أثناء ركوبها جوادها في الريف المحيط ببالمورال، وساعدها على تحسين مهاراتها في ركوب الخيل، وزاد تقارب الملكة والخادم من بعضهما بعضا".
وكان موت الأمير ألبرت بمرض التيفوئيد عام 1861 السبب في تعميق علاقة الملكة بخادمها بشكل أكبر.
ولكن قرب علاقتهما جعل أبناء فيكتوريا وخدمها الآخرين يشعرون بالكثير من الاستياء، لكن فيكتوريا رفضت الاستماع إلى أسرتها وحاشيتها وأصرت على أن ينضم إليها براون في كل مكان.
فكان بجانبها في عام 1872 عندما قام مراهق بمحاولة أخيرة من محاولات عديدة لاغتيال الملكة.
وكان المراهق آرثر أوكونور مسلحا بمسدس، وتسلق فوق السياج في قصر باكنغهام ووقف في انتظار الملكة وهي عائدة إلى المنزل من قداس في كاتدرائية القديس بولس، لكن خطة أوكونور لقتل الملكة أحبطها براون، الذي أمسك به بعد أن أسقط مسدسه.
وعزز دور الخادم في إنقاذ الملكة مكانته في عواطفها، ولكنه أيضا عمق كراهية المحيطين له، وأدى إلى المزيد من الشائعات حول علاقتهما.
ووفقا للصحيفة، ففي عام 1885 زُعم أن قسيس الملكة نورمان ماكليود أدلى باعتراف صادم على فراش الموت، إذ أكد أنه ترأس حفل زفاف فيكتوريا وبراون في كنيسة "كارثي" في اسكتلندا، وعلى الرغم من أن هذا الادعاء كان محل نزاع فإن بعض المؤرخين، مثل كاتب السيرة الذاتية إيه إن ويلسون، يعتقدون أن الحفل قد حدث بالفعل".
والحدث الآخر الذي أثار الشكوك حول زواجهما هو إقامة الملكة تمثالا بالحجم الطبيعي لبراون بعد وفاته في بالمورال، أرفقته بنص قالت فيه "صديق أكثر من خادم. مخلص. صادق. شجاع".
وفي النهاية أشار هاردمان إلى أنه ربما كان هناك مزيد من الأدلة على علاقة الملكة ببراون في مذكرات كتبتها فيكتوريا عن براون، لكن رجال البلاط رفضوا السماح لها بنشرها وأمروا بتدميرها، إلى جانب مذكرات الخادم نفسها.