رسائل انتخابية من ترمب وبايدن.. الناخبون بين فكي كماشة

عربي ودولي
قبل 3 سنوات I الأخبار I عربي ودولي

بدأت الثلاثاء، المرحلة الأخيرة من الانتخابات الرئاسية الأميركية، فبعد نهاية "عطلة عيد العمال"، وجد الرئيس الجمهوري دونالد ترمب والمرشح الديمقراطي جو بايدن نفسيهما أمام مواجهة جديدة.

كما بات واضحاً خلال الأيام القليلة الماضية، أن كل مرشح يملك رسالة قصيرة يريد إيصالها للناخبين الأميركيين، فالرئيس الأميركي يقول إن "بايدن ضعيف"، وكرر هذا المصطلح بشكل متكرر سابقاً.

وفي المؤتمر الصحافي الذي عقده يوم عيد العمال عند الباب الشمالي للبيت الأبيض، قال ترمب إن الصينيين أخذوا أموال الأميركيين، ويستعملونها لبناء الطائرات والسفن والصواريخ، وبايدن كان لعبة لديهم".

وأضاف: "كان سهلاً عليهم وهم يحلمون به، وهناك تقرير يقول إنهم يأملون بأن يصبح جو بايدن رئيساً".

ويوم الثلاثاء، حينما كان الرئيس الأميركي في طريقه إلى الطائرة بقاعدة أندروز قرب واشنطن، كرّر كلاماً مماثلاً، لكنه أوضح قائلاً: "جو ليست لديه القوة ولا يملك القدرة العقلية".

ترمب قوي

من الواضح أن حملة الرئيس الأميركي تريد لصق صفة الضعيف بالمرشح الديمقراطي، بالمقابل تريد أن تُظهر الرئيس الأميركي كشخصية قوية، لأنها أهم صفات "القائد" في الولايات المتحدة.

الرئيس دونالد ترمبالرئيس دونالد ترمب

ويشير إحصاء لشبكة "سي بي اس" الأميركية، أن 46% من الأميركيين سينتخبون المرشح الذي يرون فيه قائداً يوجّه البلاد ويلهم الأميركيين، فيما ينتخب 35% منهم من يرون فيه قدرات إدارية عالية ويستطيع أن يعمل على سنّ قوانين جديدة ويسيطر على الأزمات، أما 16% منهم فيصوتون على أساس الصفات الشخصية، و3% لأن قصة المرشح الشخصية تتطابق مع الناخب.

بهذا المعنى يريد الرئيس الأميركي استثمار تعلّق الأميركيين وحبّهم للشخصيات القوية بالقول: إنه شخصية قوية، فقد واجه الصين والأوروبيين، وقتل سليماني، وقصف على النظام السوري، ودحر داعش بقتل أبو بكر البغدادي.

ترمب فاشل

من جهة أخرى، يريد المرشح الديمقراطي جو بايدن أن يصوّر الرئيس الأميركي على أنه كان فاشلاً في رئاسته للسنوات الأربع الماضية، ويظهر نفسه على أنه بديل جيّد وشخصية طيبة يفهم معاناة الناس.

ويتهم بايدن ترمب بأنه كان فاشلاً في إدارة أزمة الجائحة، وأنه تسبب بموت أكثر من 180 ألف مواطن أميركي لأنه لم يتخذ الإجراءات المطلوبة لمواجهتها، وأن الأزمة الاقتصادية الحالية هي نتيجة لهذا الفشل بحسب بايدن وحملته.

إلى ذلك يتهم بايدن الرئيس الأميركي بانفصاله عن الأميركيين، قائلاً: "ممكن أن يكون الاقتصاد الآن مؤاتياً لدونالد ترمب وأصدقائه الأثرياء، لكنه ليس مؤاتيا للباقي من أميركا".

بايدن طيب

هذه الرسالة التي تفرّق بين الرئيس الأميركي وطبقة من أصدقائه من جهة، والأميركيين من جهة أخرى، وهي ليست استثناء من قبل حملة بايدن، بل لأن المرشح الديمقراطي أطلق دعوات لإنصاف العمال وطالب برفع الحد الأدنى للأجور إلى 15 دولارا في الساعة، والأهم أن الدعاية الانتخابية الرئيسية التي نشرتها حملة بايدن والتي بدا فيها أميركيا عانى في حياته، خصوصاً أنه عانى من موت زوجته وابنته وابنه، وأنه يفهم معاناة الأميركيين ولديه الإرادة لمساعدة العمال.

المرشح الديمقراطي جو بايدن المرشح الديمقراطي جو بايدن

هذه الصفات لها أيضاً مكان في ذهن الناخب الأميركي، ففي الاستطلاع ذاته من شبكة "سي بي اس"، اعتبر 63% من الأميركيين أن جو بايدن يحمل هموم الشعب، فيما اعتبر 37% منهم أنه لا يحمل همومهم، وهذا يساعد المرشح الديمقراطي على رسم صورة السياسي الطيّب الذي يدافع عن الفقراء ولا يقف إلى جانب الأثرياء.

كما من اللافت أن 44% من الأميركيين يعتبرون دونالد ترمب يحمل هموم الأميركيين، فيما اعتبر 56% من الأميركيين أن ترمب لا يبالي.

حملة الاتهامات

من الواضح أن كل مرشح يريد لصق صفة سيئة بمنافسه، لذلك من المتوقّع أن نشهد خلال الأيام المقبلة تصاعداً في اللهجة الشخصية بين بايدن وترمب باتهامات متبادلة، وربما لا يكون مهماً إن كانت الاتهامات صحيحة أو لا، أو إن كان بايدن ضعيفاً أو ترمب فاشلاً، بل المهم ألا يفعل أحد المرشحين ما يثبت التهمة على شخصه خلال الحملة الانتخابية.