بسبب فضيحة جنسية.. خسر هذا المرشح السباق لرئاسة أميركا

محليات
قبل أسبوعين I الأخبار I محليات

خلال الانتخابات الرئاسية للعام 1988، حقق المرشح الجمهوري جورج بوش الأب فوزا سهلا على منافسه الديمقراطي مايكل دوكاكيس (Michael Dukakis). فعلى الرغم من حصوله على 53.4% من الأصوات، اكتسح المرشح الجمهوري جورج بوش الأب المجمع الانتخابي عقب حصوله على 426 صوتا مقابل 111 لمنافسه.

إلى ذلك، تعود أسباب تراجع الحزب الديمقراطي بهذه الانتخابات لأزمة اندلعت بين الديمقراطيين أثناء اختيارهم لمرشحهم. فبتلك الفترة، أسفرت فضيحة جنسية عن اقصاء أبرز المرشحين الديمقراطيين من السباق الرئاسي.

ترشيح الحزب الديمقراطي سنة 1988

عقب مسيرة دراسية بمجال القانون، دخل الديمقراطي غاري هارت (Gary Hart) الحياة السياسية بشكل فاعل مطلع السبعينيات عندما قاد حملة جورج ماكغوفرن (George McGovern) لكسب ترشيح الحزب الديمقراطي لرئاسيات العام 1972. وبالفترة التالية، قاد غاري هارت حملة جورج ماكغوفرن برئاسيات العام 1972 التي مني خلالها الديمقراطيون بهزيمة قاسية عقب حصول مرشحهم ماكغوفرن على 17 صوت بالمجمع الانتخابي مقابل 520 لصالح الجمهوري ريتشارد نيكسون.

وخلال العام 1974، فاز غاري هارت بمقعد عن ولاية كولورادو بمجلس الشيوخ. وقد حافظ الأخير على هذا المقعد لحدود العام 1987.

بحلول العام 1984، حاول غاري هارت كسب ترشيح الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية. وفي الأثناء، خسر الأخير بفارق بسيط لصالح والتر موندالي (Walter Mondale) الذي كان قد شغل في وقت سابق منصب نائب الرئيس.

وسنة 1986، رفض غاري هارت الترشح لمنصب عضو بمجلس الشيوخ. ومع توجهه نحو التخلي عن مقعده بمجلس الشيوخ، أعلن غاري هارت عن رغبته في كسب ترشيح الحزب الديمقراطي للمشاركة برئاسيات العام 1988.

فضائح جنسية ومالية

طيلة العام 1987، مثّل غاري هارت المرشح الديمقراطي الأوفر حظا للفوز بترشيح الديمقراطيين لرئاسيات العام 1988. فعقب المردود الجيد الذي قدّمه بإنتخابات الحزب عام 1984 وهزيمة المرشح الديمقراطي والتر موندالي بالانتخابات الرئاسية التي أجريت بنفس السنة، كسب غاري هارت مكانة جيدة صلب الحزب الديمقراطي ووصف من قبل كثيرين بالوسطي المعتدل.

إلى ذلك، عصفت الأزمات بشكل سريع بحملة غاري هارت وبددت أحلامه بكسب ترشيح الديمقراطيين. فسنة 1987، تزايد حديث الصحف عن الديون الهائلة، المقدرة بحوالي 1.3 مليون دولار، التي تورط بها غاري هارت لتمويل حملته الانتخابية سنة 1984. وبالتزامن مع ذلك، ظهرت بالولايات المتحدة الأميركية شائعات حول تورط غاري هارت بعلاقة حميمة خارج نطاق الزواج مع احدى العارضات الأميركيات. وبنظر عدد كبير من الأميركيين، مثلت الخيانة الزوجية أمرا غير لائق بمرشح لرئاسة البلاد.

وللدفاع عن نفسه وتبديد هذه الشائعات التي حامت حوله، دعا غاري هارت الصحافيين لتتبعه وتحداهم بأن يعثروا على دليل واحد يدينه. وبشكل مثير للدهشة، كشفت صحيفة ميامي هيرالد (Miami Herald) وقائع العلاقات الحميمة لغاري هارت. فبمقالاتها، تحدثت الصحيفة عن تلقيها لمراسلة مجهولة أكدت على تورط غاري هارت بعلاقة غير شرعية مع العارضة، والناشطة، دونا رايس هيوز (Donna Rice Hughes). وأملا في الدفاع عن نفسه، أكد غاري هارت عن وجود علاقة عمل مع دونا رايس منوها لمساعدة الأخيرة له في ترتيب حملته الانتخابية.

بعد مضي أسبوع واحد عن كشف قضية دونا رايس، أعلن غاري هارت يوم 8 أيار/مايو 1987 عن إنهاء حملته الانتخابية. وأواخر العام، فاجأ الأخير الجميع بعودته لسباق كسب ترشيح الحزب الديمقراطي. إلى ذلك، فشل غاري هارت في تحقيق حلمه بسبب الفضائح الجنسية والمالية التي جعلته مصدر شكوك صلب الحزب الديمقراطي.