كشفت وثائق بريطانية عن نوايا الزعيم النازي أدولف هتلر لبريطانيا حال انتصاره في الحرب العالمية الثانية، من تغيير العاصمة لندن إلى منزل لقضاء عطلاته.
وتقدم الوثائق تفاصيل مروعة لعملية أسد البحر - الخطة الطموحة لألمانيا النازية لغزو واسع النطاق لبريطانيا – وتحوي تفاصيل عن خطط الرايخ الثالث لشن هجوم على الساحل الإنجليزي في محاولة للاستيلاء على أوروبا، وفقا لصحيفة "ذا صن" البريطانية.
وحدد المخططون النازيون 5 قطاعات من الساحل الإنجليزي لمهاجمتها - من رامسغيت في كنت إلى سيلسي بيل في غرب ساسكس.
خطط النازيون لإنزال حوالي 100 ألف جندي و650 دبابة و4500 حصان في الموجة الأولى من الهجوم في 21 سبتمبر/أيلول 1940 على الساحل الجنوبي الشرقي من الموانئ الفرنسية لوهافر وشيربورج وبولون وأوستند.
وبعد إنشاء رأس جسر، كان من المقرر إنزال 500 ألف جندي إضافي.
كان المفترض أن يبدأ الألمان هجمات إقليمية واسعة النطاق بين رامسغيت وديل، وفولكستون ودنجينيس، ودنجينيس وراي، وبيكسهيل أون سي وبيتشى هيد وبرايتون وسيلسي بيل.
لقد أظهرت الخطط المخيفة التي وضعها الرايخ الثالث مدى ثقة الألمان في غزو بريطانيا، بعد حملة عسكرية ناجحة خلال الصيف تمكن خلالها من الاستيلاء على فرنسا والبلدان المنخفضة في أوروبا.
كما تكشف خريطة الشكل الذي كانت ستبدو عليه بريطانيا إذا تمكن هتلر من تنفيذ مؤامرته.
وبموجب الخطط الألمانية، كان مقررا أن تكون أكسفورد - مقر السلطة المفضل لهتلر في الرايخ - عاصمة جديدة لبريطانيا.
كانت الخطط أيضًا تقضي بتقسيم البلاد لتشكيل 6 مقاطعات جديدة، لكل منها مركز تحكم عسكري مركزي بحجم مدينة.
كما كان مقررا إنشاء مقرات في ليفربول وبرمنغهام ونيوكاسل ولندن ودبلن وجلاسكو.
يعتقد المؤرخون أيضًا أن إيرلندا كانت ستتوحد تحت حكم النازيين.
وفي الوقت نفسه، كان قصر بلينهايم الشهير القريب من أكسفورد سيتحول إلى منزل عطلة سري لهتلر في بريطانيا النازية.
قصر بلينهايم هو مسقط رأس ونستون تشرشل، الرجل الذي قاد بريطانيا ضد هتلر خلال الحرب العالمية الثانية، والذي كان بمثابة المقر الرئيسي لجهاز المخابرات البريطاني MI5 أثناء الحرب.
تكشف الوثائق التي تشرح عملية "أسد البحر" كيف تم توظيف الباحثين الألمان لمعرفة تفاصيل أنظمة الطرق المحلية والجغرافيا ووحدات القياس والمال وحتى ترجمات بعض الكلمات الويلزية، والتي ستستخدمها القوات الغازية عند إنزالها.
تم العثور على هذه الوثائق في الأرشيف البحري الألماني بعد استيلاء الحلفاء على برلين لإنهاء الحرب.
كان الغزو يعتمد على حصول سلاح الجو الألماني النازي على التفوق الجوي بحلول منتصف سبتمبر/أيلول من ذلك العام.
وقد فشل هتلر فشلاً ذريعاً في تحقيق ذلك، إذ لم يتمكن الجيش النازي من تأمين الممرات البحرية عبر القناة الإنجليزية التي كان من المقرر أن يتم نقل القوات من خلالها.
وتم تأجيل عملية "أسد البحر" من 15 سبتمبر/أيلول إلى 21 سبتمبر/أيلول 1940، ولكن في 17 من الشهر ذاته تم تأجيلها إلى أجل غير مسمى ــ ولم تنطلق الحملة العسكرية الطموحة قط.
ولم ينظر هتلر إلى بريطانيا مرة أخرى قط.