قائد ميليشيا “المقاومة الإسلامية” العراقية يهدد بقصف الإمارات

عربي ودولي
قبل أسبوع 1 I الأخبار I عربي ودولي

وسط استهداف الفصائل العراقية المسلحة 3 مواقع إسرائيلية في الجولان، هدد الزعيم الشيعي العراقي المدعو هشام بنيان السراجي والمعروف بـ”أبو آلاء الولائي”، قائد “كتائب سيد الشهداء” بضرب الإمارات في حال اندلاع حرب شاملة في المنطقة.

 

واعتبر أبو آلاء الولائي، أن دول الإمارات موقعا بديلا بالنسبة لدولة إسرائيل في المنطقة، وقال في بيان عبر حسابه الرسمي على منصة “إكس/تويتر”، إن “المقاومة الإسلامية في العراق تعد الإمارات الموقع المتقدم للكيان الصهيوني في الخليج، وخط الاستهداف الأول لنيران المقاومة في حال اندلعت الحرب الشاملة”.

 

أبو آلاء الولائي يهدد الإمارات!

وحذر الولائي الإمارات بأن “صواريخ المقاومة الإسلامية في العراق وطائراتها المسيّرة التي باتت تصل إلى عمق الكيان الصهيوني، سيكون من السهل عليها جدا بلوغ المواقع البديلة للكيان الغاصب في المنطقة”.

 

وعقب نشر أبو آلاء الولائي تهديده على منصة “إكس/تويتر”، أثار موجة من الانتقادات والهجوم عليه، بالإضافة إلى تأييد البعض له حول تهديده المزعوم.

 

 

وتعتبر “كتائب سيد الشهداء” التي يقودها الولائي مكونا أساسيا في “المقاومة الإسلامية في العراق” التي تستهدف بشكل مستمر المواقع الإسرائيلية.

 

ويأتي تهديد أبو آلاء الولائي في وقت أعلنت فيه “المقاومة الإسلامية في العراق” في بيان أن إحدى مسيّراتها استهدفت هدفا في الجولان، مؤكدة استمرار عملياتها “لدكّ معاقل الأعداء بوتيرة متصاعدة نُصرة لفلسطين ولبنان”.

 

وفي بيان آخر، قالت ما تسمى بـ”المقاومة الإسلامية في العراق” إنها هاجمت “بواسطة صاروخ الأرقب كروز مطور هدفا حيويا في أراضينا المحتلة”، وأضافت في بيان منفصل أنها “للمرة الثالثة فجر اليوم الجمعة، استهدفت هدفا في الجولان المحتل بواسطة الطيران المسيّر”.

 

هذا وكانت “المقاومة الإسلامية في العراق”، قد أعلنت يوم الأربعاء، أنها استهدفت موقعا “حيويا” في شمال إسرائيل بصاروخ “الأرقب” وهو عبارة عن “كروز مطور”.

 

كما أعلنت الجماعة الولائية لإيران أيضا “إطلاق مسيّرة على هدف إسرائيلي بالقرب من غور الأردن”. فيما أشار الجيش الإسرائيلي إلى “اعتراض هدفين جويين مشبوهين في طريقهما من العراق دون وقوع إصابات”، مؤكدا أنهما “لم يخترقا الأجواء الإسرائيلية”، وفق تقارير صحفية.

 

من هو أبو آلاء الولائي؟

أواخر تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، فرض “مكتب مراقبة الأصول الأجنبية” التابع لوزارة الخزانة الأميركية، عقوبات على ”كتائب سيد الشهداء” في العراق والمدعومة من إيران، حيث تم إدراج “كتائب سيد الشهداء” وزعيمها أبو آلاء الولائي، على قائمة “الإرهابيين الدوليين”.

 

هذا وتتهم الولايات المتحدة إيران ووكلائها المسلحة المنتشرة في المنطقة، بالوقوف وراء هجماتٍ تعرضت لها قواتها مؤخرا، وتعتبر “كتائب سيد الشهداء” التي تنشط داخل العراق وسوريا، جزءا من هذه الأذرع.

 

 

في الـ 17 من تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2023، أدرج “مكتب مراقبة الأصول الأجنبية” الأميركية، “كتائب سيد الشهداء” إلى قائمة الرعايا المعينين بشكل خاص بموجب “الأمر التنفيذي رقم 13224″، الذي يعنى بـ “تجميد الممتلكات وحظر المعاملات مع الأشخاص الذين يرتكبون أعمالا إرهابية أو يهددون بارتكابها أو يدعمونها”، وفق ما نقله “معهد واشنطن” لسياسات الشرق الأدنى.

 

وقالت الوزارة في بيان صحفي: “أدرجنا كتائب سيد الشهداء وأمينها العام هاشم فنيان رحيم السراجي على قائمة الإرهابيين الدوليين المصنفين تصنيفا خاصا. وقد هددت الأنشطة الإرهابية التي تمارسها كتائب سيد الشهداء حياة الأفراد الأميركيين والتابعين للتحالف الدولي لهزيمة تنظيم داعش الإرهابي في كل من العراق وسوريا”.

 

 

تتخذ الجماعة المصنفة إرهابيا من العاصمة بغداد مقرا لها، وينشط أمينها العام، أبو آلاء الولائي، على حسابه في منصة “إكس/تويتر” لإبداء مواقفه والتعليق على القضايا العراقية. وعلّق على قرار تصنيفه وجماعته على قائمة الإرهاب آنذاك بالقول: “من دواعي الفخر والاعتزاز إدراج اسمي على قوائم العقوبات الأميركية”.

 

 

يقول المعهد الأميركي، أن ما يصل إلى 21 هجوما بطائرات بدون طيار “المسيّرات” وصواريخ بعيدة المدى استهدفت القوات الأميركية انطلاقا من مناطق يقدر أن “كتائب سيد الشهداء” تستخدمها لشن الهجمات، في الفترة ما بين 17 تشرين الأول/ أكتوبر و17 تشرين الثاني/ نوفمبر.

 

وتعتبر “كتائب سيد الشهداء” إضافة مفيدة إلى قائمة الجماعات الإرهابية التي يقودها العراق والتي تلعب أدوارا رسمية في الدولة العراقية، وتشمل “كتائب حزب الله”، و”عصائب أهل الحق”، و”حركة حزب الله النجباء”، وفق المعهد الأميركي.

 

 

وكما هو الحال مع هذه الجماعات الثلاث المُصنفة على قائمة الإرهاب الأميركية، تدير “كتائب سيد الشهداء” أيضا لواء من ألوية “قوات الحشد الشعبي” (اللواء الرابع عشر) والذي تدفع الحكومة العراقية رواتبه وتزوده بالإمدادات، مما يؤكد بصورة أكثر دَوْر الدولة في تقديم الدعم المادي للكيانات المصنفة على قائمة الإرهاب الأميركية.

 

 

في المقابل، فإن تصنيف زعيم “كتائب سيد الشهداء”، أبو آلاء الولائي على قائمة الرعايا المعينين بشكل خاص على خلفية أنشطته الإرهابية، يضعه في المستوى نفسه مع الرعايا الآخرين المعينين بشكل خاص من الجماعات الإرهابية العراقية، ومن بينهم قيس الخزعلي وليث الخزعلي من “عصائب أهل الحق”، وأكرم الكعبي من “حركة حزب الله النجباء”، وأبو حسين من “كتائب حزب الله”.

 

 

أبو آلاء الولائي يدير “كتائب سيد الشهداء” منذ عام 2014، خلفا لمؤسس “كتائب سيد الشهداء” أبو مصطفى الشيباني، عندما أصبح الأخير مستشارا لوزير الداخلية العراقي محمد الغبان، المسؤول في “منظمة بدر”. وكانت الولايات المتحدة قد اعتقلت سابقا أبو آلاء على خلفية أعماله المسلحة كعضو في “كتائب حزب الله”، وتم إطلاق سراحه في عام 2010.

 

لكن يجب تصنيفه (على غرار الشيباني) كعضو سابق في “كتائب حزب الله” الذي انفصل عن جناحي الميليشيا بقيادة “أبو حسين” و”أبو فدك” ليشكل “كتائب سيد الشهداء” خلال الحرب الأهلية في سوريا.

 

وكان أبو آلاء الولائي أيضا من أوائل قادة “المقاومة” الذين يخضعون مباشرة لأوامر قائد “فيلق القدس” الحالي في “الحرس الثوري الإيراني” إسماعيل قاآني بعد مقتل قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس في غارة أميركية في كانون الثاني/يناير 2020. وفي الواقع، يُعد أبو آلاء عنصرا رئيسيا في شبكة وكلاء “فيلق القدس” التابع لـ”الحرس الثوري الإيراني” في العراق وسوريا، طبقا للمعهد الأميركي.

 

ماذا نعرف عن “كتائب سيد الشهداء”؟

بحسب تقرير سابق لـ”الحرة”، تتباين تقديرات الخبراء في تحديد أعداد المنضمين إلى صفوف “كتائب سيد الشهداء”، حيث تتراوح بين بضع مئات إلى ألفي مقاتل. لكن وسائل إعلام موالية لإيران ادّعت أن عدد المنتسبين لهذه القوة يبلغ 4 آلاف فرد تقريبا، ينتشرون في كربلاء وبغداد وصلاح الدين والبصرة وغيرهن من المدن العراقية، بينما في تشرين الثاني/ نوفمبر 2021 أعلن الولائي أن عدد المتطوعين في صفوف كتائبه بلغ قرابة 50 ألفا.

 

 

اللافت أنه عندما اشتدت الحرب في سوريا، انخرطت “كتائب سيد الشهداء” فيها ودعمت قوات حكومة دمشق في حربها ضد “المعارضة” في منطقة الغوطة الشرقية بريف دمشق.

 

وبعد التوترات التي اندلعت في المنطقة إثر هجمات أكتوبر التي نفذتها حركة “حماس” على إسرائيل في قطاع غزة، أعلن كاظم الفرطوسي المتحدث باسم “كتائب سيد الشهداء” أنهم يستعدون للمعركة وأن “القواعد الأميركية ستكون هدفا للضربات”. وقد أكد الولائي آنذاك أن العمليات ضد القواعد الأميركية لن تتوقف حتى تنتهي الحرب في غزة.