وجهت قوات الدعم السريع في السودان تحذيرا حادا لمصر، وكشفت لأول مرة عن وجود أسرى مصريين لديها حاليا، قالت إنهم شاركوا إلى جانب الجيش السوداني في الحرب الحالية.
وقال بيان للدعم السريع مساء الجمعة إن “الدعم الذي تقدمه القاهرة للجيش السوداني تجلى في محطات معلومة وشواهد مادية تعاملنا معها بدبلوماسية منذ تفجر الحرب الحالية في إبريل 2023، حيث كانت مصر شريكًا أساسيًّا للحركة الإسلامية و”الجيش المختطف” في إشعال الحرب”.
وذكر البيان أن “الطيران المصري شارك في قصف معسكرات قوات الدعم السريع، ومنها مجزرة معسكر كرري، حيث قُتل في بداية الحرب جراء القصف الغادر أكثر من أربعة آلاف من الجنود العُزّل الذين كانوا يتأهبون للمغادرة إلى السعودية للمشاركة في عاصفة الحزم”.
دعم عسكري وسياسي للجيش ومضى البيان في انتقاد موقف مصر من الحرب قائلا إن “الحكومة المصرية لم تتوقف أبدا عن تقديم الدعم العسكري للجيش، من سلاح وذخائر وقنابل الطائرات والتدريب، إلى جانب الدعم الفني والسياسي والدبلوماسي والإعلامي”.
وأضاف البيان أن “مصر ظلت تدعم الجيش بكل الإمكانيات العسكرية، وسهلت عبر حدودها دخول إمدادات السلاح والذخائر والطائرات والطائرات المسيّرة، إذ قدمت خلال شهر أغسطس الماضي 8 طائرات من طراز كيه-8 للجيش، وصلت القاعدة الجوية في بورتسودان، وتشارك الآن في القتال، وآخرها في معركة جبل موية”.
الأسرى المصريون وأشار البيان إلى الأسرى المصريين الذين تم تسليمهم عبر منظمات دولية سابقا، قائلا إنه “لم يكن خافيًا أسر قواتنا ضباطًا وجنودًا مصريين في قاعدة مروي العسكرية، وسلمتهم (قوات الدعم السريع) لاحقًا للحكومة المصرية عبر الصليب الأحمر الدولي”.
وتحدث البيان عن وجود أسرى مصريين لدى قوات الدعم السريع حاليا، موضحا أن تلك القوات ضبطت من وصفهم “بمرتزقة مصريين شاركوا إلى جانب الجيش في الحرب الحالية، وهم أسرى الآن لدى قواتنا”.
واتهم البيان الحكومة المصرية “بعرقلة جميع الجهود الإقليمية والدولية لتحقيق الاستقرار والسلام في السودان، ابتداءً من جهود جدة الأولى والثانية والمنامة، وأخيرًا مفاوضات جنيف، حيث تعارض مصر في السر والعلن أي خطوات لا تحقق بقاء الجيش السوداني في السلطة”.
كما انتقد البيان الأخير للخارجية المصرية، إذ قال إنه “كشف موقف مصر بشكل أوضح، حيث وصفت مصر في بيان خارجيتها قوات الدعم السريع بالمليشيا، وهو دليل أخر يدعم موقفنا تجاه الحكومة المصرية التي لا تقف موقف الحياد”.
تحذير الحكومة المصرية وختمت قوات الدعم السريع بيانها بأنها “تحذر الحكومة المصرية وأجهزتها من التمادي في التدخل السافر في الشؤون السودانية من خلال دعم الجيش المختطف من قبل الحركة الإسلامية”، وفق وصفها.
وقال البيان “إننا لسنا ضد مصر كدولة أو شعبها، الذي تربطنا به علاقات وثيقة، لكننا ضد سياسات حكومة وأجهزة مصر الرسمية التي تعبث بالمشهد السوداني بما يخدم مصالحها”.
يأتي البيان الأخير لقوات الدعم السريع بعد أن نشر الباشا طبيق، مستشار قائد قوات الدعم السريع، منشورا الخميس على منصة إكس قال فيه إنه “حان الوقت لإيقاف كل الصادرات السودانية إلى مصر”، مشددًا على أن “خياراتهم مفتوحة للتعامل مع الملف المصري”.
وفي تسجيل مصوّر نشر على الإنترنت الأربعاء، اتّهم محمد حمدان دقلو (حميدتي) قائد الدعم السريع سلاح الجو المصري بتنفيذ ضربات استهدفت قواته قرب جبل موية جنوب الخرطوم، كما اتهم مصر بتدريب الجيش السوداني وإمداده بطائرات مع استمرار الحرب بين قوات الدعم السريع والجيش.
وقال “الآن تقاتلنا مصر” التي اتّهمها بأنها واحدة من 6 بلدان، بينها إيران، تتدخل في النزاع.
ورفضت الخارجية المصرية في بيان صدر مساء الأربعاء اتهامات حميدتي، وجاء في البيان “تنفي وزارة خارجية جمهورية مصر العربية المزاعم التي جاءت على لسان محمد حمدان دقلو قائد مليشيا الدعم السريع بشأن اشتراك الطيران المصري في المعارك الدائرة بالسودان الشقيق”.
وأضاف البيان “وإذ تنفي جمهورية مصر العربية تلك المزاعم، فإنها تدعو المجتمع الدولي للوقوف على الأدلة التي تثبت حقيقة ما ذكره قائد مليشيا الدعم السريع”.
