قال تحليل للمجلس الأطلنطي، إن وفاة أو مقتل عبدالملك الحوثي القائد الأبرز لجماعة الحوثيين سيترك تأثيرات عميقة على التنظيم وحلفائه الإقليميين، وخاصة إيران.
وأشار التحليل إلى أن خلال الفترة الأخيرة تداولت وسائل التواصل الاجتماعي شائعات عن حادثة سقوط مروحية في جنوب غرب إيران، كانت تقل عدداً من قيادات الحرس الثوري الإيراني وقادة من الحوثيين، بمن فيهم عبد الملك الحوثي قائد الجماعة، ومحمد عبد السلام رئيس هيئة التفاوض للحوثيين، ورغم أن وسائل الإعلام الإيرانية لم تؤكد هذه المزاعم، وقد ظهر الحوثي لاحقاً في خطاب متلفز نافياً الشائعات، إلا أن هذه الواقعة تبرز المخاوف المتزايدة حول مصير هذا القائد للجماعة وما سيعنيه غيابه عن الساحة.
وقال التحليل: "يعتبر عبدالملك الحوثي شخصية محورية في تاريخ الحوثيين، فمنذ توليه القيادة بعد وفاة شقيقه حسين بدرالدين الحوثي عام 2004، استطاع أن يجمع بين السلطة العسكرية والدينية والسياسية داخل الحركة، مما جعل الجماعة لاعباً رئيسياً في الصراع اليمني ووسيلة بيد إيران لتعزيز نفوذها في المنطقة، وقد أدى صعود الحوثي إلى تركيز السلطات في يده وإبعاد الأصوات المعارضة داخلياً، مما منح الجماعة استقراراً داخلياً نسبياً وفعالية عسكرية واضحة، حيث تسيطر على مناطق واسعة في اليمن وتستطيع تهديد الملاحة الدولية في البحر الأحمر وباب المندب".
ويرى تحليل الأطلنطي أن وفاة الحوثي ستخلق فراغاً قيادياً صعب التعويض، ما قد يؤدي إلى تصاعد التوترات والصراعات الداخلية في صفوف الجماعة. يعتبر شقيقه عبد الخالق الحوثي الخيار الأقرب لخلافته، بحكم دوره كقائد عسكري ونائب غير رسمي، فضلاً عن قيادته لأكبر كتائب الحوثيين منذ سيطرتهم على صنعاء في 2014م، ومع ذلك فإن مسألة الخلافة ليست محسومة بالكامل، حيث توجد شخصيات أخرى من العائلة مثل علي حسين الحوثي ومحمد علي الحوثي، الذين قد يرون في غياب عبد الملك فرصة للسيطرة على الجماعة. هذا التنافس الداخلي من شأنه أن يزعزع استقرار الحوثيين ويجعلهم أقل فاعلية في تنفيذ الأجندة الإيرانية في المنطقة.
أما بالنسبة لإيران، قال التحليل إن مقتل عبد الملك الحوثي سيعد انتكاسة كبيرة، حيث تعتمد طهران على الحوثيين لتوسيع نفوذها في اليمن ومحيطه.
وفي حال تراجع تماسك الجماعة بسبب غياب الحوثي، ستضطر إيران إلى التدخل بفاعلية أكبر لدعم خليفة موالٍ لها، لضمان استمرار التحالف، ومع ذلك قد تجد إيران أن مهمتها في توجيه الحوثيين ستكون أصعب، خاصة إذا أدت الخلافات الداخلية إلى تآكل الولاء لطهران، مما قد يفتح المجال أمام بعض قادة الحوثيين للتفاوض مع أطراف إقليمية منافسة أو محاولة تعزيز استقلاليتهم بعيداً عن النفوذ الإيراني.
ومن منظور إسرائيلي، يشير التحليل إلى أن غياب الحوثي قد يُمثل فرصة لتفكيك التنظيم بشكل تدريجي، لا سيما إذا أدت الصراعات الداخلية إلى إضعافه. ورغم أن هذا السيناريو قد يبدو مثالياً لإسرائيل، فإن الجماعة، بحكم هيكلها العقائدي والعسكري، قد تحافظ على قوتها لفترة، مستندة إلى إرث الحوثي كقائد كاريزمي وحليف استراتيجي لإيران.