زيارة غامضة.. رئيس وزراء عراقي سابق يلتقي بالحوثيين في صنعاء.. تفاصيل

محليات
قبل 11 ساعة I الأخبار I محليات

قام رئيس الوزراء العراقي الأسبق، عادل عبد المهدي، بزيارة مفاجئة إلى صنعاء للقاء قيادات جماعة الحوثيين، وذلك بعد أيام قليلة من الضربات الجوية الأميركية التي استهدفت مواقع الجماعة المدعومة من إيران.

 

وتزامنت زيارته مع تصعيد الحوثيين لهجماتهم الصاروخية على إسرائيل يومي 18 و20 مارس.

 

وسلطت "مجلة الحرب الطويلة" المختصة بالحرب على الإرهاب، التابعة لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات الأميركية (FDD's Long War Journal - LWJ)، سلطت الضوء على زيارة عبد المهدي.

 

ونشرت وكالة "مهر نيوز الإيرانية" شبه الرسمية، تقريراً حول زيارة عبد المهدي وذكرت بأنها جاءت في إطار “خفض التصعيد في المنطقة”، كما نقلت عن مصدر لم تسمّه أن رئيس الوزراء العراقي الأسبق حمل رسالة من الولايات المتحدة إلى الحوثيين، تضمنت مقترحات تتعلق بالأوضاع في البحر الأحمر.

 

وجاء في تقرير الوكالة: “أضاف المصدر أن عبد المهدي توجه إلى اليمن حاملاً رسالة من الولايات المتحدة، وقدّم مقترحات جديدة إلى اليمنيين بهدف الحد من تصاعد التوترات في المنطقة، وذلك عقب إعلان استئناف عمليات الجيش اليمني في البحر الأحمر.”

 

“وحدة الساحات”

من جانب آخر، أشار موقع “شباب اليمن”، الذي يُعرف بانتقاده للحوثيين، إلى أن زيارة عبد المهدي تتماشى مع استراتيجية “وحدة الساحات” التي تنسقها إيران بين حلفائها في المنطقة، بمن فيهم حزب الله اللبناني، وحماس، والميليشيات العراقية، والحوثيين.

 

ونشر عبد الرحمن الأهنومي، مدير مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الحوثية، مقطع فيديو لاستقبال عبد المهدي، قائلاً فيه:“مرحباً بالضيف العزيز، لقد أنرت صنعاء.”

 

وأشار الموقع إلى أن عبد المهدي شارك في مؤتمر استمر ثلاثة أيام تحت عنوان، “فلسطين: القضية المركزية للأمة.”

 

رسائل طهران

فيما نقلت قناة السومرية العراقية عن مصادرها أن زيارة عبد المهدي إلى اليمن قد تشير إلى وجود مفاوضات سرية بين الأطراف الإقليمية المعنية بالأزمة، فقد ذكرت رويترز أن إيران أرسلت “رسالة شفهية” إلى الحوثيين حول التطورات في البحر الأحمر.

 

وحسب المجلة الأميركية، فإن طهران تحاول منذ تصاعد الضربات الأميركية ضد الحوثيين النأي بنفسها عن الجماعة، لا سيما بعد أن أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن “إيران ستتحمل مسؤولية أفعال الحوثيين”.

 

وكالة سبأ: إشادة حوثية بموقف عبد المهدي

وذكرت "وكالة سبأ اليمنية"، التي كانت سابقاً وكالة الأنباء الرسمية وتحولت الآن إلى منصة مؤيدة للحوثيين، أن وزير الخارجية وشؤون المغتربين في حكومة الحوثيين، جمال عامر، التقى عبد المهدي خلال مؤتمر “فلسطين” في صنعاء.

 

وكان عامر قد صرّح مؤخراً قائلا: “في نهاية المطاف، نحن في حالة حرب مع أميركا.”

 

كما أكد أن المؤتمر يبرز “أهمية القضية الفلسطينية بالنسبة لليمن”، مشيداً بقرار الحوثيين بدء الهجمات على إسرائيل في نوفمبر 2023، وبتوسيع عملياتهم ضد السفن في البحر الأحمر.

 

من رئاسة الوزراء إلى التحرك الإقليمي

ومنذ استقالته في نوفمبر 2019، إثر احتجاجات واسعة قُتل فيها المئات، ظل عبد المهدي بعيداً عن الساحة السياسية العراقية. وكان قد تولى رئاسة الوزراء بدعم من قوى سياسية موالية لإيران، بينها هادي العامري ومقتدى الصدر.

 

ورغم عدم وضوح الدور الذي يلعبه حالياً، فإن زيارته إلى صنعاء تثير تساؤلات حول ما إذا كان يتحرك بصفة وسيط إقليمي، أم أنه يؤدي دوراً أكثر تعقيداً في إطار العلاقات الإيرانية مع حلفائها في المنطقة.