وجّه الصحفي البارز عدنان الأعجم، نائب رئيس نقابة الصحفيين الجنوبيين ورئيس تحرير صحيفة "الأمناء"، انتقادًا لاذعًا للتحالف الداعم للشرعية اليمنية، مطالبًا دولتي الإمارات والسعودية بوقف الدعم المالي عنها، بسبب ما وصفه بـ"الفساد المنهجي واستغلال المال لإصدار قرارات تعيين غير قانونية"، في ظل انهيار معيشي واقتصادي متفاقم يعانيه المواطن اليمني.
جاء ذلك في منشور نشره الأعجم على صفحته بموقع "إكس"، قال فيه: "الأخوة الأشقاء في السعودية والإمارات، لستم جمعية خيرية، وغير منطقي أن تستمروا في دعم الشرعية بأموال وهي غير قادرة على عمل شيء."
وأوضح أن "أكثر ما تجيده الشرعية هو إصدار عشرين قرارًا، اثنان منها معلنة، والبقية لا تُرى حتى بالعين المجردة"، مشيرًا إلى قرارات تعيين طالت السلك الدبلوماسي وعددًا من المناصب في الوزارات والمؤسسات الرسمية، دون مردود ملموس على حياة المواطنين الذين يعانون من ويلات الفقر وانعدام الخدمات.
وأضاف: "المؤسف أن هذه القرارات تأتي في وقت يعاني فيه الشعب من وضع معيشي كارثي، ولا تضيف جديدًا، بل تضاعف من حجم المعاناة."
وجاءت تصريحات الأعجم في سياق أزمة جديدة أعلنت عنها مصادر مطلعة في البنك المركزي اليمني بعدن، إذ أكدت عجز البنك عن صرف رواتب موظفي القطاع العام لشهري يونيو ويوليو، رغم تسلم وزارة المالية تعزيزات مالية مخصصة للمرتبات، وذلك بسبب شح السيولة النقدية المتوفرة لدى البنك.
وتعاني المناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة المعترف بها دوليًا من انهيار اقتصادي واسع، وسط استمرار التحالف في صرف مرتبات منتظمة للمجندين التابعين له تتراوح بين ألف وخمسة آلاف ريال سعودي، فيما لا يتجاوز متوسط راتب الموظف المدني المئة ريال سعودي، ما يعمّق فجوة المعيشة ويرفع معدلات الغضب الشعبي.
وتعكس هذه التصريحات والمؤشرات حجم الإحباط المتزايد لدى الأوساط الإعلامية والمدنية من أداء الشرعية اليمنية، وغياب أي إصلاحات ملموسة، في وقت تتصاعد فيه الدعوات لوقف الدعم المشروط بوجود حوكمة رشيدة وقرارات ترتكز على خدمة المواطن لا تغرقه بمزيد من الأعباء.