من يستغل غزة لتبرئة خيانة الداخل؟ هكذا يُلمّع الحوثي صورته بدماء اليمنيين !

محليات
قبل 9 ساعات I الأخبار I محليات

اعتبر الكاتب اليمني عبده سالم أن الغارة الإسرائيلية الأخيرة على صنعاء لم تستهدف التنظيم الحوثي بحد ذاته، بل أصابت ما تبقى من مؤسسات الدولة اليمنية التي باتت مجرد واجهة شكلية يديرها التنظيم المليشاوي من خلف الستار.

 

وقال سالم إن من يسمّون بـ"وزراء حكومة صنعاء" ليسوا سوى أدوات شكلية بلا قرار، حتى وإن وُجد بينهم بعض المنتمين للحوثيين، مؤكداً أن الحاكم الفعلي هو التنظيم نفسه، بينما تُستخدم الوزارات والمناصب كغطاء سياسي وإداري لتكريس سلطة الأمر الواقع.

 

وأضاف أن الضربة شكّلت صدمة معنوية ونفسية للحوثيين، وأثارت ارتباكاً داخلياً وشكوكاً متزايدة في صفوفهم، خاصة مع تزايد مشاعر الابتهاج الشعبي بالعملية، مشيراً إلى أن التنظيم يخشى توسع الاختراق الإسرائيلي ليطال مواقع أكثر حساسية، إن لم يكن قد سعى لتوظيف الضربة نفسها في عملية "اختراق مزدوج" يتخلّص فيها من الواجهة الشكلية، ويحوّل الحدث إلى مادة دعائية في سوق البكاء والتجييش.

 

وأوضح سالم أن الضحايا الذين سقطوا في الغارة كانوا قد ارتضوا منذ البداية التمترس خلف الحوثي ضد شعبهم وبلادهم، دون مراجعة أو موقف مستقل، وظلوا على هذا الحال حتى دفعوا ثمن خياراتهم، إما بشراكة مباشرة أو بتسبب غير مباشر من قيادة الجماعة.

وانتقد الكاتب محاولة الحوثيين توظيف الحدث لتغطية جرائمهم الداخلية تحت شعار غزة والمقاومة، مؤكداً أن "غزة قضيتنا، وفلسطين جرحنا، لكنهما أسمى من أن يُستعملا مطيّة لتبييض خيانة الداخل"، مشدداً على أن من خان وطنه لا يحق له أن يتزيّا برداء المقاومة أو يدّعي نصرة المستضعفين.

 

وختم سالم بالقول إن الحرية لا تتجزأ، والاستقلال لا يُقاس بالشعارات، داعياً إلى كشف التوظيف السياسي للدماء والخراب، ورفض تحويل القضايا العادلة إلى ستار لتمرير الانتهاكات.