قالت مصادر عسكرية إن وحدات من قوات درع الوطن تستعد لمغادرة مواقع تمركزها في مديرية المضاربة ورأس العارة بمحافظة لحج، في إطار ما وصفته المصادر بعملية انسحاب للقوات الموالية للسعودية من مناطق جنوب وغرب اليمن باتجاه الشرق.
وأوضحت المصادر أن القوات لا تزال في مواقعها حتى لحظة كتابة الخبر، لكنها أنهت تجهيز عتادها العسكري وتنتظر أوامر التحرك، مترقبة صدور توجيهات من القيادة العليا قد تصدر في أي لحظة.
وكانت توجيهات سابقة قد صدرت بمغادرة كافة الألوية من المنطقة، قبل أن تعدل مساء أمس الأحد تقتصر على اللواءين الثاني والرابع من الفرقة الأولى فقط، واليوم، صدرت أوامر جديدة بانسحاب اللواء الأول والثاني والرابع، إلى جانب القوات الخاصة التي تلقت تدريبات في السعودية، غير أنه لم تسجل أي تحركات فعلية حتى الآن، فيما منح اللواءان السادس والسابع إجازة مفتوحة حتى إشعار آخر، وهي جميع الألوية المتمركزة في المنطقة.
وأشارت المصادر إلى أن اللواء محمود الصبيحي يقود وساطة بين المجلس الانتقالي وقيادة درع الوطن، تهدف إلى التوصل إلى تفاهمات تضمن مغادرة القوات بكامل عتادها نحو مناطق شرق اليمن.
ووفقاً للمصادر ذاتها، فقد وافق المجلس الانتقالي على مغادرة سرايا محددة من كل لواء، على أن يتم تحركها بشكل منظم عبر مسار تحدده هيئة العمليات التابعة لقواته، ويمر عبر عدن وأبين وشبوة وصولاً إلى منفذ الوديعة الحدودي.
ورفض المجلس السماح بخروج جميع القوات دفعة واحدة، مفضلاً تنفيذ الانسحاب على مراحل وتحت إشراف مباشر من قياداته العسكرية.
يُنظر إلى انسحاب قوات "درع الوطن" من مناطق لحج باعتباره محطة مفصلية في علاقة المجلس الانتقالي الجنوبي بالقوات الموالية للسعودية، إذ يمنح الانتقالي مساحة أوسع لترتيب أوراقه العسكرية والأمنية في الجنوب، ويعزز حضوره كقوة أمر واقع في تلك المناطق.
كما أن إصراره على أن يتم الانسحاب بشكل تدريجي وتحت إشراف مباشر من قياداته يعكس حرصه على تثبيت نفوذه ومنع أي فراغ أمني قد يُستغل من خصومه.
في المقابل، يثير هذا الانسحاب تساؤلات حول مستقبل التوازنات العسكرية والسياسية في الجنوب، ومدى قدرة الانتقالي على إدارة المشهد منفرداً في ظل استمرار الصراع مع الحوثيين وتباين المواقف الإقليمية.






