بايدن يلقى خطاب النصر ويكشف عن أولى قراراته في البيت الأبيض

عربي ودولي
قبل 4 سنوات I الأخبار I عربي ودولي

أعلن الديمقراطي جو بايدن في ساعة مبكرة من صباح الأحد (مساء السبت بالتوقيت المحلي) الفوز بسباق الرئاسة الأمريكية بعد حملة مريرة، وتعهد بالعمل على توحيد بلد يعاني استقطابا شديدا. وشكر بايدن الناخبين الأمريكيين على منحه "فوزاً راسخاً" في الانتخابات الرئاسيّة التي جرت الثلاثاء وانتصر فيها على الرئيس المنتهية ولايته الجمهوري دونالد ترمب. وفاز بايدن بأصوات المجمع الانتخابي العشرين لولاية بنسلفانيا ليرتفع عدد الأصوات التي جمعها لأكثر من 270 اللازمة للفوز، بعد أربعة أيام من الإثارة الشديدة، لينطلق أنصاره في احتفالات صاخبة بالمدن الكبرى. وقال بايدن (78 عاما) في خطاب إعلان النصر، متوجّهاً إلى أنصاره الذين احتشدوا بسيّاراتهم في الهواء الطلق بمرآب سيارات في مسقط رأسه ويلمنتغون بولاية ديلاوير "أيّها الأصدقاء، شعب هذه الأمّة قال كلمته. لقد أعطانا فوزاً صريحاً، فوزاً راسخاً". وأضاف "حان وقت الشفاء في أمريكا (...) أتعهّد أن أكون رئيساً لا يسعى إلى التقسيم بل إلى التوحيد"، في تناقض مع السياسة التي انتهجها ترمب طوال السنوات الأربع الماضية. وإذ أقرّ بايدن بأنّ أنصار ترمب أصيبوا بخيبة أمل من جرّاء فوزه، قال "هؤلاء ليسوا أعداءنا. إنّهم أمريكيون". وأضاف "فلتبدأ هنا اليوم نهاية عصر الشيطنة هذا في أمريكا". وتابع "سعيتُ إلى هذا المنصب لاستعادة روح أمريكا، وإعادة بناء العمود الفقري لهذه الأمة، ألا وهو الطبقة الوسطى، ولجعل أمريكا محترمة في العالم مجدّداً". ووجّه النائب السابق لباراك أوباما، أوّل رئيس أمريكي أسود، تحيّة خاصّة إلى الأمريكيّين المنحدّرين من أصول أفريقيّة، مسلّطاً الضوء على دورهم في فوزه ببطاقة الترشيح الديمقراطيّة إلى انتخابات الرئاسة.

كورونا من جهة ثانية، أعلن بايدن أنّه سيُشكّل اعتباراً من الإثنين خليّة أزمة خاصّة بفيروس كورونا المستجدّ، تضمّ علماء وخبراء، لمواجهة التحدّي الأبرز الذي ستجد إدارته نفسها أمامه منذ اليوم الأوّل لولايته. وقال "سأشكّل الإثنين خليّة تضمّ علماء وخبراء" من أجل العمل على "خطّة تدخل حيّز التنفيذ اعتباراً من 20 يناير/ كانون الثاني 2021". وكان بايدن وضع خطّة تقضي بإعداد استراتيجيّة وطنيّة "للمضي قدماً" في محاربة جائحة كوفيد-19، من خلال سنّ قانون رئيسي في الكونغرس لتمويل حملة اختبار وطنيّة "ستكون نتائجها متاحة على الفور"، وصناعة منتجات ومعدّات طبية في الولايات المتحدة وجعل وضع الكمامات إجبارياً في المباني الفدرالية وفي وسائل النقل المشترك بين الولايات، وتوفير لقاح مجّاني "للجميع" في المستقبل. وتسجّل الولايات المتحدة منذ بضعة أيّام فورة في أعداد الإصابات الجديدة بالفيروس. وبلغت الحصيلة الوبائيّة اليوميّة الجمعة أكثر من 127 ألف إصابة جديدة. وبايدن الذي يتّهم ترمب بتقويض سلطة خبراء الصحّة في البلاد، وعد خلال الحملة الانتخابيّة بأخذ النصيحة من كبير الأطبّاء أنتوني فاوتشي الذي يحظى باحترام كبير في خليّة أزمة البيت الأبيض الخاصّة بفيروس كورونا. كما وعد بإلغاء القرار الذي اتّخذه ترمب في يوليو/ تموز الماضي  بانسحاب الولايات المتحدة من منظّمة الصحّة العالميّة. وبدا بايدن مفعماً بالنشاط في خطابه، إذ وصل مهرولاً إلى المنصّة ليتناول الميكرفون من نائبته كامالا هاريس التي سبقته إلى الكلام، واصفةً انتخابه بأنّه بزوغ فجر جديد لأمريكا.

بزوغ فجر جديد وقالت هاريس "في وقتٍ كانت ديمقراطيّتنا نفسها على المحكّ في هذه الانتخابات، وروح أمريكا على المحكّ أمام عيون العالم أجمع، فقد دشّنتم يوماً جديداً لأمريكا". وهاريس (56 عاماً) هي أوّل امرأة تُنتخب نائبةً لرئيس أمريكي، وقد أكّدت في خطابها السبت أنّها "لن تكون الأخيرة" التي تشغل هذا المنصب، موجّهة التحيّة إلى "أجيال النساء" اللواتي "مهّدن الطريق" لها. وعلى وقع تصفيق المناصرين الذين أطلقوا العنان أيضاً لأبواق سيّاراتهم، قالت السناتورة عن ولاية كاليفورنيا "ربّما أكون أوّل امرأة في هذا المنصب، لكنّي لن أكون الأخيرة". وأضافت "لأنّ كلّ فتاة صغيرة تشاهد الليلة ترى أنّ في هذا البلد الأمور ممكنة"، متعهّدة العمل في سبيل "استئصال العنصريّة المنهجيّة". لكن على غرار بايدن، وجّهت نائبة الرئيس المُنتخب نداءً إلى لمّ الشّمل والوحدة، قائلةً إنّ الأمريكيّين "انتخبوا رئيساً يمثّل أفضل ما فينا". وشكّل اعتلاء هاريس المنصّة بحدّ ذاته علامةً قويّة على الدور البارز الذي أسنده إليها بايدن، إذ غالباً ما يُفضّل الفائزون بالرئاسة أن يكون خطاب إعلان النصر مناسبة محصورة بهم لا تسلّط فيها الأضواء إلا عليهم وحدهم، في حين اختار بايدن أن يتشارك المنصّة مع نائبته. وأشادت هاريس، في خطابها، بوالدتها شيامالا غوبالان هاريس التي هاجرت من الهند عندما كانت في التاسعة عشرة من عمرها وتوفّيت في 2009. وقالت "ربّما لم تتخيّل هذه اللحظة تماماً، لكنّها كانت تؤمن بأمريكا بشدّة، حيث من الممكن عيش لحظة مماثلة. لذا، أنا أفكّر بها وبأجيال النساء - النساء السود والآسيويّات والبيضاوات واللاتينيّات والنساء الأمريكيّات الأصليّات على مرّ تاريخ أمّتنا، اللواتي مهّدن الطريق لهذه اللحظة الليلة". وسارع ترمب، الذي كان يلعب الغولف عندما أعلنت الشبكات الإعلامية فوز منافسه، باتهام بايدن "بالتعجل لإعلان فوزه زيفا". وأضاف "الانتخابات لم تحسم بعد" ورفع ترمب عددا من الدعاوى القضائية للطعن على النتائج، لكن مسؤولي الانتخابات بالولايات في أنحاء البلاد يقولون إنه لا يوجد دليل على حدوث مخالفات كبيرة، ويقول خبراء قانونيون إن من المستبعد أن تفلح جهود ترمب. وسارع عدد من زعماء العالم إلى تهنئة بايدن، منهم رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون ورئيس وزراء كندا جاستن ترودو والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وهو ما يصعب على ترمب بدرجة أكبر مواصلة الزعم بتزوير الانتخابات.