تشهد الولايات المتحدة حالة غير مسبوقة من الفوضى والتخبط على جميع الأصعدة، في أعقاب الإعلان غير الرسمي عن فوز المرشح الديمقراطي "جو بايدن" بانتخابات الرئاسة 2020 بفارق كبير عن منافسه الجمهوري "دونالد ترامب".
ومبعث الفوضى الرئيس هو المرشح الخاسر "ترامب" الذي يرفض الاقرار بهزيمته، رغم تهنئة ملوك ورؤساء وزعماء العالم بايدن بفوزه، وتأكيد خبراء قانونيون استحالة تغيير نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية لصالحه بأي حال من الأحوال.
ويزعم ترامب أن هناك تزويرا انتخابيا هائلا حدث في الانتخابات الرئاسية، وأطلق سلسلة من الدعاوى القضائية للطعن في النتيجة، لكنه لم يقدم حتى الآن أي دليل قوي يدعم هذه الادّعاءات.
وفي تغريدة عبر تويتر، قال ترامب الثلاثاء "نتائج الانتخابات ستبدأ بالظهور الأسبوع المقبل وسنفوز فيها".
وفى غضون ذلك، أكد مشرعون جمهوريون ومسؤولين ولايات عن حق ترامب في اللجوء للقضاء، وفى هذا الصدد قال زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ "ميتش ماكونيل" إن الرئيس ترامب من حقه النظر في المخالفات.
وأضاف "ماكونيل" أن ترامب "له الحق بنسبة 100% بالنظر في مزاعم المخالفات وتقييم خياراته القانونية" دون الاستشهاد بأي دليل. وأدى الاختلاف إلى إبطاء استعدادات "بايدن" لتولي السلطة في البلاد، كما لم يقم أحد من المعينين من قبل ترامب في المكتب البيضاوي بالاعتراف بنتائج الانتخابات، أو منح "بايدن" أموال لتعيين موظفين جدد البيت الأبيض.
فوضي
وأفادت تقارير إعلامية نقلا عن مصادر مسؤولة بالإدارة الأمريكية الحالية، قولها إن مسؤولي مجلس الأمن القومي لم يتلقوا أي توجيهات بعد بشأن المرحلة الانتقالية للسلطة بين "جو بايدن" و"دونالد ترامب"، في ظل رفض الأخير الاعتراف بخسارة الانتخابات الرئاسية.
ونقل موقع "سي إن إن" عن المصادر المذكورة قولها، إن مجلس الأمن القومي يبدأ المرحلة الانتقالية مبكرا لأنه يقود العملية التي ستتبعها الوكالات الأخرى. وأضافت المصادر أن مجلس الأمن القومي يعمل مثل الوكالات الأخرى، على معلومات سرية للغاية، الأمر الذي يتطلب بروتوكولا خاصا أثناء الانتقال الرئاسي.
وبينما ينتظر فريق "بايدن" الانتقالي التأكيد الرسمي لنتائج الانتخابات، وفقًا للإرشادات الفيدرالية، يقول مسؤولو مجلس الأمن القومي إنهم لم يتلقوا أي توجيه من مستشار الأمن القومي المنتهية ولايته "روبرت أوبراين" حول حالة عملهم أو كيف ينبغي أن يمضوا قدما.
وأكد أحد المسؤولين فى تصريحات للشبكة الأمريكية تعليقا على الموقف الراهن "أعتقد أن الوضع سيكون فوضويًا"، متوقعا القليل جدا من التوجيهات من مسؤولي ترامب، في ظل استمرار رفضه الاعتراف بالهزيمة.
أفادت صحيفة "واشنطن بوست" (The Washington Post) بأن البيت الأبيض أمر الوكالات الفدرالية بتجنب التعاون مع الفريق الانتقالي لبايدن. وكان مسؤولو الوكالات في الحكومة الفدرالية قد جهزوا المكاتب والنشرات الخاصة بالعملية الانتقالية استعدادا لاستقبال فريق بايدن، قبل أن يأمر البيت الأبيض بعدم الاعتراف بالفريق إلى أن تصدّق إدارة الخدمات العامة على نتائج الانتخابات.
وفى غضون ذلك، أعلن المشرف على تحقيقات الانتخابات بوزارة العدل الأميركية، استقالته بعد ساعات من سماح وزير العدل بإجراء تحقيق في مزاعم ارتكاب مخالفات في انتخابات الرئاسة التي أعلن المرشح الديمقراطي جو بايدن فوزه بها، في حين يشكك في نتائجها المرشح الجمهوري الرئيس دونالد ترامب.
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن مسؤول هذه التحقيقات بوزارة العدل "ريتشارد بيلغر" استقال بعد أن أذن وزير العدل الأمريكي وليام بار لممثلي الادّعاء الفدرالي بالتحقيق في مزاعم ارتكاب مخالفات في الانتخابات.
وقالت الصحيفة إن بار ذكّر ممثلي الادّعاء بضرورة تقصّي مزاعم وجود مخالفات في التصويت قبل أن تتحرك الولايات للتصديق على النتائج في الأسابيع المقبلة، وحثّهم في الوقت نفسه على عدم الاكتراث بالمزاعم "الخيالية أو بعيدة الاحتمال".