"أسوشيتد برس": الجماعات الدينية تسرق الأضواء بانتخابات مجلس الشيوخ الأمريكي في جورجيا

عربي ودولي
قبل 3 سنوات I الأخبار I عربي ودولي

في انتخابات مجلس الشيوخ الأمريكي الحاسمة في ولاية جورجيا، والتي ستحدد أي الحزبين يسيطر على مجلس أقوى دولة في العالم، تتصدر المواجهة الجماعات الدينية.

وصعد الأسقف ريجينالد جاكسون إلى المسرح وأمسك بالميكروفون في تجمع أمام كنيسة في جنوب غرب أتلانتا وقال: ”دعونا نحافظ على جورجيا الزرقاء، لننتخب جون أوسوف، رافائيل وارنوك في مجلس الشيوخ الأمريكي“.

وأثار الأسقف الذي ترأس أكثر من 400 كنيسة أسقفية ميثودية أفريقية في جورجيا، التهليل من الحشد المؤيد، وقال: ”إذا كان لدي شاهد، فليقل أحدكم آمين!“.

مستقبل وطن نيوز - الانتخابات الأمريكية.. تقلص تقدم ترامب في ولاية جورجيا

ووفقا لوكالة ”أسوشيتد برس“ الأمريكية، فمع تحول ولاية جورجيا إلى نقطة سياسية ساخنة في البلاد هذا الشتاء قبل انتخابات الإعادة المزدوجة التي ستحدد الحزب المسيطر على مجلس الشيوخ، تزداد حدة التنظيم القائم على العقيدة.

واحتشد المسيحيون المحافظون لدعم السيناتورين الجمهوريين كيلي لوفلر وديفيد بيردو، في حين تدعم كنائس المجتمعات السوداء والجماعات اليهودية ذات الميول الليبرالية المنافسين الديمقراطيين القس رافائيل وارنوك وجون أوسوف، بحسب الوكالة.

وينظر إلى مصير الديمقراطيين على أنه متشابك في ولاية تحولت هذا العام إلى اللون الأزرق (لون الحزب الديمقراطي) في الانتخابات الرئاسية لأول مرة منذ عام 1992 بفارق ضئيل.

وقال جاكسون: ”هذه الانتخابات هامة للغاية، ونريد أن نتأكد من عدم انخفاض الإقبال“.

وذكرت الوكالة، أن الكنيسة الأسقفية الميثودية الأفريقية تنفذ برنامجا يهدف إلى ضمان قيام أعضائها، والناخبين السود عموما، بالإدلاء بأصواتهم في جولة الإعادة، مع التركيز على التصويت عن طريق البريد والتصويت الشخصي المبكر.

وأفاد جاكسون في مقابلة، بأن القساوسة في كل كنيسة يذكرون عشرات الآلاف من المصلين كل أسبوع بالتقدم بطلب للتصويت مبكرا، وكل كنيسة محلية تتابع أيضا مع المصلين للتأكد من أنهم يخططون للتصويت.

كما يستعد مشروع جورجيا الجديدة، وهو مجموعة غير حزبية لتعبئة الناخبين أسستها الديمقراطية ستايسي أبرامز، التي ترشحت لمنصب الحاكم في عام 2018، للاستفادة من نفوذ المجتمعات الدينية في زيادة الإقبال.

وبحسب ”أسوشيتد برس“، قال القس بيلي أونور، مدير ”تنظيم الإيمان“ في المجموعة، إن ائتلاف الإيمان والحرية المسيحي المحافظ، والذي أسسه رئيس الحزب الجمهوري السابق في جورجيا رالف ريد، قد حدد جورجيا منذ فترة طويلة ”كموطن الأصولية الإنجيلية فيما يتعلق بالفضاء السياسي، ولكن الحقيقة هي أنه لفترة طويلة جدا، كانت هناك حركة نشطة وفعالة من رجال الدين التقدميين، والتي تركز على العدالة، والتي عملت في الولاية على حقوق التصويت والرعاية الصحية وغيرها من القضايا، وشرح بيلي أن وارنوك كان جزءا من هذا العمل قبل ترشيحه“.

وذكر أن وارنوك هو قس بارز في الكنيسة المعمدانية في أتلانتا، وهي كنيسة كانت تحت قيادة القس الراحل مارتن لوثر كينغ جونيور، كما قالت الوكالة.

وفي الوقت نفسه، يتوقع لوفلر وبيردو الاستفادة من القاعدة المسيحية المحافظة التي عززت الجمهوريين في الولاية منذ فترة طويلة.

نيزك | Naizak on Twitter: "تخيل ( الخطبة غداً في مسجد العريفي يحضر رشاش ويطلب قبلها من المصلين يحضروا بأسلحتهم ويجتمعوا للجمعة وهم مدججين بالسلاح ) تصور هذا الموقف وتوقع ماهي ردة

وتعقد مجموعة دينية محافظة أخرى، وهي الفرع التشريعي لمجلس بحوث الأسرة، دورات تدريبية واجتماعات إحاطة للقساوسة قبل انتخابات الإعادة، وأعلنت مجموعة سوزان أنتوني المناهضة للإجهاض، والتي قدم رئيسها المشورة لحملة إعادة انتخاب ترامب بشأن التواصل مع الكاثوليك، عن خطة بقيمة 4.1 مليون دولار لدعم لوفلر وبيردو من خلال لجنة عمل سياسية شريكة.

وأصبحت القضايا الدينية بالفعل نقطة تصادم في جولة الإعادة، وقد أعاد الحزب الجمهوري نشر مقاطع سابقة لوارنوك لإظهار أنه لا يدعم الجيش بما فيه الكفاية، وأنه معاد لإسرائيل، حيث وقع وارنوك رسالة العام الماضي قارن فيها سياسة إسرائيل تجاه الفلسطينيين بـ ”الأنظمة القمعية السابقة“، وانتقدها في خطبة لعام 2018، بينما دعا أيضا إلى حل الدولتين في المنطقة.

ورد وارنوك على انتقادات الحزب الجمهوري في إعلان تلفزيوني صدر مؤخرا، قائلا إن الهجمات ”تحاول إخافة الناس من خلال أخذ أشياء قلتها قبل أكثر من 25 عاما خارج سياقها“.

من جانبه، انتقد ”الائتلاف اليهودي الجمهوري“، والذي يحشد الدعم لمرشحي الحزب الجمهوري، وارنوك أيضا باعتباره يساريا معاديا لإسرائيل.

وتوقع الديمقراطيون اليهود في جورجيا أن يفشل هجوم الحزب الجمهوري على تاريخ وارنوك مع إسرائيل، مشيرين إلى سجله في الصداقة مع الجالية اليهودية من خلال منبره في الكنيسة المعمدانية في أتلانتا.

وقالت شيري فرانك رئيسة قسم أتلانتا في المجلس الوطني للمرأة اليهودية، والتي تقوم مجموعتها باستطلاعات رأي: ”لا أرى أي شك في المجتمع اليهودي حول موقف وارنوك من إسرائيل ومعاداة السامية“.

كما يرى الديمقراطيون اليهود في جورجيا، أن أوسوف ووارنوك، يعيدان للذاكرة عمل القادة السود واليهود معا خلال حركة الحقوق المدنية، ولدى وارنوك رابطة مع حاخام بارز في أتلانتا، والذي كان سلفه في الكنيس قريبا من مارتن لوثر كينغ.

وقال مايكل روزنزويج الرئيس المشارك لفرع جورجيا في المجلس الديمقراطي اليهودي في أمريكا، والذي أيد كلا الديمقراطيين، إن وارنوك يُنظر إليه كوريث لوثر كينغ.

نيويورك تايمز: هل بدأت الكنيسة الكاثوليكية بالتغير؟

وأضاف: ”سيدعم اليهود القس وارنوك بقدر ما كانوا داعمين للنضال من أجل الحقوق المدنية وداعمين لكينغ“.

ودافع أوسوف، وهو يهودي، عن وارنوك ضد انتقادات الحزب الجمهوري بشأن إسرائيل، وذكر باعتزاز صلته الخاصة بالقس الراحل جون لويس، وهو زعيم الحقوق المدنية في جورجيا الذي أيد أوسوف قبل وفاته في يوليو.

وفي أكتوبر، قال أوسوف إنه تحدث مع لويس خلال لقائهما الأول عن ”الرابطة بين المجتمعين الأسود واليهودي، والسير في المسيرات إلى جانب الحاخامات والنشطاء اليهود الشباب في منتصف الستينيات، ومدى أهمية تقارب هذين المجتمعين معا“.