في تاريخ الشعوب، تظهر أسماء لامعة تجسد الشجاعة والوطنية في أشد الظروف قسوة. من بين تلك الأسماء يبرز معالي وزير الشباب والرياضة الأستاذ نايف البكري، الذي رسم أروع صور الوفاء للوطن والمبادرة في خدمة المواطنين، متحملاً مسؤوليات جسيمة في لحظة تاريخية فارقة. عندما اندلعت حرب 2015، وبدأت الأوضاع تتدهور في عدن، كان كثيرون يبحثون عن الأمان بعيداً عن خطوط النار، إلا أن نايف البكري وقف بثبات وإصرار في وجه العواصف. تولى إدارة الأوضاع في المدينة التي كانت على شفا الانهيار، واضعاً على عاتقه مهاماً تفوق الوصف، ظل الرجل يشرف على توفير الوقود، وضمان استمرار خدمات الكهرباء والمياه، في وقت كانت هذه الخدمات بمثابة شريان الحياة للمواطنين المحاصرين. لم يكن البكري مجرد مسؤول يؤدي واجبه الوظيفي؛ بل كان رجلاً ميدانياً يصول ويجول بين الجبهات والخطوط الأمامية، حاملاً معه الأمل والروح المعنوية لكل من حوله. ما يميز نايف البكري ليس فقط قدرته على مواجهة الأزمات، بل إنسانيته التي تتجلى في كل خطوة. لم يكن قائداً يعيش في برجه العاجي بعيداً عن معاناة الناس، بل كان جزءاً من معاناتهم، يعيش آلامهم ويشاركهم همومهم، فقد كان البكري يتردد على الجبهات، لا ليُصدر الأوامر فقط، بل ليقف جنباً إلى جنب مع المقاتلين، مُلهما إياهم بصلابته وشجاعته، وفي لحظات الخطر، كان أول من يواجه الصعاب، مقدماً نموذجاً يُحتذى به في الوطنية والتضحية. نايف البكري لم يكن مجرد مسؤول عادي؛ بل هو رمز للأصالة والمواقف الرائعة. أصالته تجسدت في ولائه لعدن وأهلها، وفي انحيازه المطلق للحق والعدل، مهما بلغت التحديات. لقد استطاع أن يوازن بين دوره القيادي وبين إنسانيته، فكان قريباً من الجميع، يقدم العون والدعم لكل محتاج. إن مسيرة نايف البكري هي تجسيد للوطنية في أنقى صورها، رجل لم يعرف التردد في لحظات الخطر، بل كان دائماً في طليعة من يحملون المسؤولية بشجاعة وإقدام. لقد صنع من اسمه رمزاً للتضحية في سبيل الوطن، وترك بصمة خالدة في تاريخ عدن الحديث. إن الحديث عن الأستاذ نايف البكري هو استحضار لقيم الشجاعة والوفاء والانتماء الحقيقي للوطن. إنه رجل قلّما يجود الزمن بأمثاله، رجل أثبت أن الوطنية ليست مجرد كلمات، بل أفعال ومواقف تتحدث عنها الأجيال. سيظل نايف البكري في ذاكرة اليمنيين مثالاً يُحتذى به، وقائداً وطنياً نفخر به جميعاً.