عبدالرب السلامي
عبدالرب السلامي

ماذا بعد قمة الدوحة

تنطلق بعد قليل في الدوحة قمة عربية إسلامية، عقب العدوان الإسرائيلي على قطر الأسبوع الماضي. سقف التوقعات من هذه القمة لن يرقى إلى مستوى قطع العلاقات أو إنهاء مسار التطبيع، لكن مجرد الحفاظ على الحد الأدنى من التضامن الإسلامي، وتجديد الدعم لإعلان الدولة الفلسطينية، يُعد إنجازا سياسيا في ظرف دولي شديد التعقيد.

 

السؤال الذي يفرض نفسه: هل يمكن لهذه القمة أن تضع ضمانات لعدم تكرار العدوان على عاصمة عربية أو إسلامية أخرى؟ الجواب قطعا: لا. لأن المشكلة أعمق بكثير، فهي مرتبطة بموقع الكيان الاسرائيلي في الاستراتيجية الغربية -الأمريكية والأوروبية- تجاه العالم الإسلامي.

 

هذا الكيان لم ينشأ كدولة طبيعية تبحث عن جوار مستقر، بل صُمِّم كذراع استعمارية وظيفية تتحرك خارج قيود القانون الدولي، ومحمية بالقوة الغربية العظمى. هذا المنطلق مهم لفهم حقيقة الصراع.

 

العدوان على الدوحة لم يكن مجرد استهداف لشخص قيادي فلسطيني، بل رسالة صريحة للعالم: لا أحد في مأمن من اليد الإسرائيلية، مهما كانت صداقته للغرب، ومهما ازدحمت أرضه بالقواعد الأمريكية!.

 

الدوحة هي العاصمة الثانية عشرة التي طالتها يد العدوان الإسرائيلي: بدءا بالقدس، قلب القضية، إلى القاهرة ودمشق وعمّان وبيروت وبغداد وتونس والخرطوم وطهران وصنعاء. هذا المسار المتواصل يكشف أن القضية أكبر من لحظة عدوانية واحدة، إننا مشروع هدفه إعادة رسم خرائط المنطقة بالنار والدم. 

 

 هذا ما ينبغي أن يستوعبه قادة العالم العربي والإسلامي، ومعهم النخب الفكرية والسياسية. المطلوب وعي يتجاوز حدود الإدانات اللحظية، إلى بناء استراتيجيات عميقة تستحضر حقيقة الصراع ببعديه الحضاري والجيوسياسي، وتستشرف ما هو أبعد من الحدث المباشر إلى مشروع الهيمنة ذاته.

#الدوحة

 ‎#القمة_العربية_الإسلامية