كتب/ناصر الوليدي
هل فقدت مودية اليوم عملية التنفس لتودع فيها ما تبقى من أطلال الثقافة، هل كان إغلاق الأستاذ الداحمة لمكتبته إعلانا لطي ملف الثقافة لتتفرغ بعدها مودية للكلام والملام ولتلوك أخبار السياسية كما تلوك أوراق القات؟ هل أعلنت مودية اليوم انتصار البندقية على القلم وتغلب الرقم العسكري على صفحات الكتاب والمجلة؟ لي مع مكتبة الداحمة أحاديث تشبه أحاديث العاشق الذي يفرح بالمواعيد ويختلس الفرص ليختلي بحبيته، وهذه قصة أخرى. رغم أني غادرت مودية منذ ما يقارب عشر سنوات إلا أني كلما زرتها فلابد أن أعرج على مكتبة الداحمة وأقف فيها قليلا أو كثيرا وكأني شاعر جاهلي يقف على أطلال معشوقته، ولقد أدركت في زيارتي الأخيرة لها أنها في الرمق الأخير. عندما كنت مقيما في مودية وأثناء زياراتي اللازبة لهذه المكتبة أجد هناك الأستاذ الراحل الفنان محمد علي ميسري رحمه الله وفي هذه المكتبة تكونت بيننا علاقة جيدة فكلما دخلت رأيته يقرأ في كتاب أو مجلة أو صحيفة،كانت مواظبات الميسري على الجلوس في المكتبة توحي إلي أن المكتبة في مأمن من النسيان وأنها مهما عدت عليها العوادي ستظل متحفا تاريخيا وإن نسيه قومه ومرورا بجانبه باحثين عن البهارات والسلطات والسمن والصابون. في آخر زيارة لي في عشر ذي الحجة ولجت المكتبة وكالعادة لن تكن لي منها حاجة شرائية (ولكن لأقضي حاجة المتلوم) وجدت فيها ولدا صغيرا ليس له في المكتبات نقير ولا قمطرير فعلمت أن تولي هذا الأمير الصغير أمر هذه المملكة يعني طي ملفها وإغلاق بوابتها. ومن هنا أقول لأهل مودية اللطيمة اللطيمة إن جنود الجهل عدت على قافلتكم الثقافة واضطرت صاحبها أن يغلقها قبل أن تقلقه . أناشد الأستاذ وكيل المحافظة عبدالعزيز محمد الحمزة والأستاذ مدير المديرية عبد الناصر العزي والأستاذ مدير التربية والتعليم سعيد محمد الصالحي وكل من يهمه الأمر في مديرية مودية أن ينقذوا آخر رمق ثقافي في مديريتهم ويتواصلون مع كل من له يد في إعادة فتح المكتية وشحنها بالكتب والمجلات والدوريات ودعم صاحبها حتى يقف على قدميه، وبالإمكان الدعوة إلى لقاء ثقافي لمثقفي المديرية لعمل معالجات ثقافية في المديرية ومنها موضوع مكتبة الداحمة التاريخية التي يقارب عمرها ال 40 سنة. فالله الله الله
أخوكم / ناصر الوليدي