كان تحرير صنعاء يأتي من طريقين ، الأول من اتجاه مأرب ، والثاني من اتجاه الحديدة ، ولكن بعد توقف معركة تحرير الحديدة بسبب موقف دولي تمثل في اتفاق السويد ، وبعد التراجع العسكري للشرعية من فرضة نهم واتجاه البيضاء مما جعل الحوثي يتقدم حتى اطراف مأرب ، لم تعد توجد سوى طريق واحدة لتحرير صنعاء وهي من اتجاه الجنوب عبر الضالع وهو الطريق القادمة من عدن .
الفترات السابقة وضحت ان التقدم نحو صنعاء من اتجاه مأرب كان ضعيفاً والتراجع من نهم نحو مأرب كان بشكل أسرع ، ومن عجز عن المحافظة عن تقدمه هو عاجز عن تحرير صنعاء. بينما التقدم من اتجاه عدن لتحرير العند والضالع كان سريعاً وتم المحافظة على ذاك التقدم وهو ما يعني ان هذا الاتجاه هو الأكفأ عسكرياً ، ومناسب من حيث الموقع الجغرافي كونه يعتبر منطقة الوسط .
في ظل تشتت الحوثي في الميمنة جبهات مأرب والميسرة جبهات الحديدة ، فإن الفرصة السانحة للقضاء عليه تأتي من اتجاه عدن الضالع ذمار صنعاء . وهنا ستتحرر صنعاء بسهولة ، وسيتم تحرير العاصمة ، وعندما يخسر الحوثي العاصمة صنعاء فقد خسر مأرب والحديدة .
اقليم آزال هو الاقليم الذي يضم صنعاء وذمار وعمران وصعدة ، هو المنطقة التي ينتمي لها الحوثي ويستمد قوته العسكرية والمذهبية . ومن هذا الاقليم تنتج الصراعات داخل اليمن والتي تهدد الجوار ، وبقاء الحوثي في هذا الاقليم قوياً معناه بقاء الصراع المهدد لليمن والخطر المتجه نحو الاقليم . والطريقة المناسبة للقضاء على الحوثي هي تحرير هذا الاقليم ، وتحرير هذا الاقليم بسهولة واقل كلفة وخسارة تتمثل في استدراج الحوثي لاقليم تهامة من حيث بقاءه في الحديدة ، وفي اقليم سبأ من حيث بقاءه في مأرب الجوف ، ويتم التقدم لتحرير صنعاء من اتجاه عدن الضالع
في الوقت الذي تصل فيه المعركة اطراف مدينة صنعاء يجب ان تصل فيه المعركة اطراف مدينة صعدة ، وتتم عملية تحرير صنعاء وصعدة في آن واحد . وهنا الحوثي سيكون بين أمرين أحلاهما مر ، اما ان ينسحب من اقليم سبأ وتهامة لأقليم آزال للمدافعة وهنا سيتعرض للخسارة والمحاصرة ، سيخسر اقليمين بوقت واحد وسيتعرض للحصار داخل أقليم آزال . أو انه سيحتفظ بالحديدة وبقية اقليم تهامة وسبأ كاحتفاظ بمردود اقتصادي وهو مالم يجد ذاك المردود في اقليم آزال .
عندما يتم تحرير صنعاء من اتجاه اقليم عدن ، معناه تحرير الوسط المتجه من عدن جنوباً إلى صنعاء شمالاً كالضالع إب ذمار ، وهنا لا ضير ان ظل الحوثي مسيطر على اجزاء من الحديدة ومأرب وتظل المواجهات قائمة او تتوقف نتيجة صلح سياسي ، فكل ذاك لم يعد مجدي للحوثي ، واصبحت نهايته حتمية لا محالة او بقاءه ضعيفاً كونه في بيئة تتعارض معه ثقافياً واجتماعياً.