كتب/جمال حيدره
تنتاب الناس أسئلة كثيرة ممزوجة بالحيرة والتوجس من نوعية من يحكم الضالع اليوم، ومن يقف خلف جملة من الاغتيالات التي طالت خيرة أبنائها، آخرهم عميد كلية التربية الاستاذ خالد الحميدي، ومن المستفيد من سقوط هذه القلعة الحصينة في اتون الفوضى، والتسيب، ومن ذا الذي يريد كسرها بيد أبنائها؟
هذه الأسئلة وغيرها تتطلب إجابة عملية من المجلس الإنتقالي، إجابة سريعة وعاجلة يردم من خلالها ثقوب سوداء تسلل من خلالها الأعداء وكانت نتاجا طبيعيا لغيابه التام في ساحة تعتبر رافعة عسكرية وأمنية وسياسية واجتماعية قوية له.
إذ من غير المنطقي والمعقول والمبرر أن يكون باب النجار مخلوع، وأن تكون الضالع البوابة الجنوبية المنيعة للجنوب مفتوحة على مصراعيها لمخططات خبيثة نعرفها جميعا، وجاءت كحيلة ضعيفة بعد أن فشل الأعداء من تحطيم تلك البوابة عسكريا لست سنوات مضت. هم اذاً لجأوا بالمكر والخديعة إلى اللعب بورقة الاغتيالات، ودفعوا بضعاف النفوس إلى زعزعة الأمن ونشر الفوضى، بالتزامن مع حرمانها من أبسط الخدمات، وتغييب متعمد للشماريع، وهم بذلك يهدفون إلى اسقاطها من الداخل، وتصديرها للآخرين كنموذج لفشل الإنتقالي في واحدة من أهم معاقله.
على الانتقالي اليوم أن يكثف من وجوده في الضالع بجملة من الخطط والبرامج على كافة المستويات، وأن يعيد هيكلة الأجهزة الأمنية والعسكرية، وفرض قبضة أمنية مشددة تضع حدا ونهاية للانفلات الأمني متعدد الاقطاب والأهداف، وأن يضرب بيد النظام والقانون كل منفلت ومدسوس، وعلى المحافظ الحالي أن يكون عند مستوى المسؤولية أو يرحل رحمة به وبالمدينة.
الضالع بوصفها البوابة التي لم ولن تسمح بمرور هسكوس العصر إلى الجنوب، واجترحت وما تزال تضحيات جسام في سبيل ذلك، من المهم اليوم أن تحصل ولو على النزر القليل من من الأهتمام في المجالات الخدمية والصحية والتعليمية، والنظافة والتحسين.