كتب/د.ياسين سعيد نعمان
ربما كان على حق أولئك الذين يرون أن زيارة المبعوث الأممي السيد مارتن جريفتس لطهران قد كشفت النقاب عن دور النظام الإيراني في اليمن وتدخله المباشر في خلق الأزمة التي قادت إلى الحرب والدمار .
لكنني أعتقد أن هذا الدور لم يكن في حاجة إلى مثل هذا الكشف فقد سبقت هذه الزيارة زيارة للمبعوث السابق ولد الشيخ ورأينا كيف تعامل معها الايرانيون يومها باستخفاف وتجاهل ، ناهيك عن أن هذا الدور معروف منذ اليوم الأول ، حتى وإن حاولت الدبلوماسية الدولية أن تبقي هذا التدخل في إطار " المحتمل" بناء على معايير تحددها طبيعة العلاقة مع ايران من قبل الدول المختلفة مجتمعة أو منفردة . كل ما نخشاه هو أن تتحول أي خطوة نحو ايران ، غير محسوبة بعناية ، إلى "مباركة" لهذا التدخل والنظر إليه كأمر واقع ، تماما مثلما تم تصنيف انقلاب الحوثيين بسلطة الامر الواقع ، بما يرتبه ذلك من تعقيد لشروط الحل . ولكي يتجنب المجتمع الدولي الانزلاق بالقضية إلى هذا الطريق فإنه يصبح من الملائم أن تبحث أي خطوة نحو إيران المسألة من زاوية دعوتها إلى احترام القانون الدولي بعدم التدخل في الشئون الداخلية لليمن . وعدم تدخلها سيكون هو الاسهام الحقيقي من قبلها في إحلال السلام . إن التصريح الذي أدلى به كبير المستشارين الايرانيين عقب لقائه بالسيد جريفتس ، بوضعه شروط الحل السلمي في اليمن ، يدل بوضوح على أن ما يطلقة الحوثيون من شروط للحل إنما تطبخ في إيران ، وأن إيران لا يهمها السلام في اليمن بقدر ما يهمها الاعتراف بدورها في أي حل قادم ، والذي ، فيما لو تم ، فإنه سيجر القضية رسمياً إلى مسارات تشبكها مع كل قضايا ايران في المنطقة ، وما أكثرها !!