كتب/د.محمد عبدالهادي
الوحدة الاندماجية اوالانفصال اوالدولة الاتحادية او الدولة الكونفدرالية ...كلها مشاريع سياسية...قابلة للنجاح او الفشل.....فالدولة الالمانية الاتحادية التي قامت بطريقة منهجية وسلمية (المانيا الغربية والمانيا الديمقراطية) نجحت لانها قامت على اسس علمية ومعرفية راعت فيها حقوق المواطن في الالمانيتين الغربية والشرقية بعيدة عن العواطف والمزايدة.....وفي المقابل ايضا شهدت الدولة الاتحادية التشيكوسلوفاكية انفصالا ناعما ارتكز على مبدا لاضرر ولاضرار قولا وفعلا راعى فيه المواطنة وحق المواطن والدولتين التشيك والسلوفاك في الثروات وحق العيش والتنقل والعمل والاستثمار ...ودولة الوحدة اليمنية الاندماجية الكاملة التي ذابت فيها شخصية الدولتين (الجمهورية العربية اليمنية وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ) في كيان دولة واحدة (الجمهورية اليمنية) على المستويات المحلي والاقليمي والدولي ... قامت بصورة غير مدروسة غلبت عليها العاطفة ومزايدات قيادات البلدين وتحولت الى ورقة سياسية فقط لكلا الجانبين دون حتى الاتفاق على اسس ومراجعيات تضبطها واجهت تحديات منذ عامها الاول وقادت الى حرب ضروس انتصر فيها طرف على الطرف الاخر من طرفى الوحدة....... اى مشروع سياسي سيرتبط بقضية وطن وشعب في حاضرة ومستقبله يحتاج الى عقول ناضجه تضع مصالح شعبها ومستقبله فوق كل المصالح والاعتبارات يكون مشروع استراتيجي مدروس من كل الجوانب لضمان الحقوق والمصالح لكل مواطن من مواطنى الامة ومرجعيات متفق عليها ومشرعه دستوريا واتفاق مضمون وموثق في الهىيات الدولية والاقليمية........فالمساىل المصيرية تحتاج الى اجماع وطني شامل حتى تضمن مشروعيتها......لا بعمل فردي او عصبوي او مصلحي سيقود الى كوارث متتالية...........فالاجماع والتوافق الوطني يتقدم على اى مشاريع تقرر وتفرض على الاخرين عنوة مصيرها الازمات والفشل ومزيدا من الماسي والضياع... ..فهل ندرك اهمية المصالحة الوطنية والاجماع والتوافق في القضايا المصيرية قبل فوات الاوان ...ام ان دوام الحال من المحال.......والله من وراء القصد.............د. محمد عبدالهادي.