لا علم لنا ما إذا كان هناك اتفاق تفاهم واضح وموقع بين المجلس الانتقالي الجنوبي والقيادات المدنية والعسكرية لحزب المؤتمر الشعبي العام - الفصيل الغير موالٕ للحوثيين ولا للشرعية- ام لا... فكل ما نراه ونسمعه هو تقارب ولقاءات وتصريحات ودًُ متبادلة بين الجانبين، كان آخرها لقاء اليوم السبت بمنزل محافظ #عدن الاخ/ احمد لملس الذي جمع قيادات من المجلس- منهم المحافظ والرجل الثالث بالمجلس اللواء/احمد بن بريك- مع قيادات حزبية وعسكرية مؤتمرية، ابرزهم النائب البرلماني باجيل.
نقول ان كان هذا التواصل محكوما بأتفاقٕ سياسي ينتزع به الأنتقالي من المؤتمر الشعبي موقفا صريحا تجاه الجنوب ويتحرر به الحزب من ربقة الماضي المُحكمة تجاه الجنوب، ويقـر بحقه في تقرير مصيره، ويتحلل المؤتمر بالتالي من فكرته العنيفة( الوحدة او الموت) التي ظل مسكونا بها طيلة عقود واودت بالمشروع الوحدوي الي الفشل وجرفت الجنوب الى خارج دائرة الشراكة والى قرار هوةٕ سوداء، فأن هذا يعني ضربة معلم ونجاحا سياسيا وخطوة نحو الأمام بمسيرة القضية الجنوبية وعملية ناجحة لتفليق صخرة شركاء حرب 94م وتقويض تحالفهم الآثم، مستفيدا الانتقالي من حالة الجفاء الصامتة بين قطبي التحالف، وحاجة المؤتمر الشعبي بالوقت الراهن لشريك جنوبي يجابه به حزب الإصلاح والحوثيين على السواء.
و أن لم يكن هناك اتفاقا بينهما و كان الأمر مجرد اذعانا لرغبة اماراتية فهذا سيعني بالضرورة ان الجنوب ما يزال بندقية بيد الغير، كما انه سيكرر نفس الخطا التاريخي حين دخل بشراكة وحدوية فضفاضة لا ضوابط بها ولا تمتلك عناصر الديمومة واسباب البقاء. اتفاق وحدوي طموح محكوما فقط بقاعدة حُـسن النوايا التي اثبتت الايام بانها لم تكن سوى سذاجة نوايا بامتياز مع الطرف الشمالي ممثلا حينها بالمؤتمر الشعبي العام-وكأن التاريخ يعرض نفسها امامنا من جديد- ،ووقعت الواقعة،وقعت ليس فقط على الجنوب بل على المشروع الوحدوي وعلى مستقبل اليمن برمته، وما هذا الوضع البائس الذي وصلنا أليه اليوم جميعا سوى نتيجة طبيعبية لاخطاء الامس ولرخاوة الأرضية التي وقفنا فوقها،عسى ألا تتكرر ثانية.
*صلاح السقلدي.