أقلام حرة
أقلام حرة

نجوم في مهمة إحراز البطولة.. رسالة إلى الكابتن قيس.. وكتيبة الناشئين اليمنيين

كتب/ عبدالله الصعفاني 

ارسل حكيمًا ولا توصِّيه.. ولقد أرسلت اليمن ابنها الكابتن قيس صالح في مهمة تدريب منتخب الناشئين، الصغار أعمارًا، والكبار عطاءً وموهبة… واستطاع بهؤلاء الفتيان أن ينجح في مهمة الوصول بالمنتخب إلى المباراة النهائية لبطولة غرب آسيا للناشئين المُقامة في السعودية.. والحق أن ناشئي اليمن كانوا تحت قيادة مدربهم قيس متميزون، مبهرون، ورجال (رجال)

* تصدروا مجموعتهم على جناحي الاستحقاق والجدارة ليواجهوا المنتخب السعودي اليوم الاثنين في نهائي البطولة..

* هل قلت في البداية: ارسل حكيمًا ولا توصية.؟

لا بأس من التكرار..

فمدرب حقق الفوز على الأردن 3/1 ، وعلى البحرين 5/ صفر، وعلى سوريا 2/1، ويستعد لمواجهة النهائي على البطولة بهؤلاء الواعدين هو مدرب حكيم وكفاءة محترمة، ولكن.. هل المدرب قيس صالح في غنى عن تذكيره ببعض الملاحظات والنصائح يزوِّد بها عناصر منتخبنا الجميل ..؟

أيًّا كانت الإجابة، ثمَّة من الأفكار ما أرى الحاجة لطرحها من مكان خبرتي في مزاج اللاعبين والمدربين اليمنيين لأكثر من ثلاثة عقود، فإن كانت الأفكار مفيدة فمن الله، وإن اخطأت فمن نفسي، ثم ما أكثر اللاعبين الذين يخطئون الهدف، وهم في حالة انفراد بالمرمى.

*وأما قبل أولاً.. أرجو أن يكون مدربنا قيس قد قرأ جيدًا مباريات منتخب السعودية الذي تأهل عبر بوابة الفوز على لبنان 2/ 1، وعلى العراق 3/ صفر، وعلى الإمارات 3/ صفر.

فهذه القراءة ستمكنه من إعداد خطة مناسبة يعطل بها مفاتيح اللعب السعودي، وهو أمر متاح للكابتن قيس المتفوق بكون معظم لاعبي منتخبنا اليمني مفاتيح لعب، ومتمكنين من ترويض الكرة المجنونة، ما يعقِّد على المنافس مراقبتهم جميعًا لو انتهجوا طريقة توظيف المهارات الفردية المبهرة لصالح الأداء الجماعي، والبناء على ذلك لكسب التحدي في النهائي، وعن طريق تقييم صارم لما قدمناه في المباريات السابقة قوة وضعفًا، وتحديدًا اللقاء الأخير مع المنتخب السوري الذي كسبه منتخبنا بصعوبة رغم سيطرته اللافتة على معظم فترات المباراة.

وكم أتمنى لو يكرر الكابتن قيس على مسامع نجومنا الصغار أنهم كبار فعلاً، وأنه ليس مطلوبًا منهم أكثر من خوض المباراة النهائية بإمكاناتهم الحقيقية.

* وليس المنتخب السعودي بتلك القوة إذا جمعنا بين احترام إمكاناته كمنافس، وبين الثقة بأن منتخب ناشئي اليمن وفقًا لمحللين عرب معتبرين هو منتخب ممتاز، ولاعبوه يتمتعون بفكر كروي عالٍ، ومهاراتهم عالية، ويطبقون أساليب لعب تفوق أعمارهم، وبالتالي فهم متمكنون من نقاط إحراز البطولة، ولا أظن أولئك المعلقين والمحللين والنقاد إلا امتدحوا لاعبي اليمن بما فيهم، وما يجب أن يظهروا عليه دائمًا.

*ويا كابتن قيس من الآن وحتى المباراة، احرص أكثر على أن تكرس في أذهان لاعبيك أنهم (يستطيعون) إذا تمسكوا بتنظيم اللعب وبمخزونهم من الحماسة وبمواهبهم في تطويع الكرة، ليس فقط في أماكن الزحمة، وإنما استغلالاً لمساحات الملعب والتنويع بين العمق وبين التجنيح الخطر من الجوانب، وعدم نسيان أن كرة القدم لعبة جماعية ولا تقبل تحول المهارة الفردية إلى تسابق على إهدار الفرص مع التنويع في التسديد على المرمي بين الاقتحام استغلالاً لمهارات المراوغة والتوغل، وبين التسديد من بعيد واستحضار عنصر المفاجأة.

* وياليت يفهم مسؤولوا اتحاد كرة القدم أن وعود التكريم لا يجب أن تتم بصورة عاطفية وانفعالية غير مدروسة، وعلى أساس فردي، وإنما التكريم الجماعي، وطبقًا للائحة منظمة، حتى لا يتسابق اللاعب مع نفسه، وتقع الطوبة في المعطوبة، فالفرصة التي تُهدر قد لا تعود..

* كابتن قيس.. ومعك فتيان اليمن العظام أنتم تمثلون أسرة تتكون من 30 مليون يمني، جزء منهم ستجدونهم قريبين منكم في مدرجات ملعب المباراة، وسيكونون كالعادة مناصرين، هاتفين، وشاحذين للمعنويات والهمم، فلا تخذلوهم.ِ

تعاونوا بجدية، واحرصوا على الموازنة بين المهمتين الدفاعية والهجومية.. اركضوا الاستهتار قبل أن تركضوا الكرة، وتعاملوا مع مفاتيح لعب المنافس بذكاء ودون انفعال تجنبًا لأخطاء الحكام.

* أسرتكم اليمنية الملايينية الدافئة تريد منكم أن تعبِّروا عن قدراتكم الحقيقية ومواهبكم الفطرية… وستنجحون في تعزيز مشاعر الفوز.

* وبالأداء الفردي الذي يخدم المجموعة ثقوا بالنجاح.. لأنكم باختصار نجوم كبار، ولستم في مهمة تحسين الصورة، وإنَّما في مهمة إحراز البطولة بكرم الله..

موقع صحيفة اليمني الأميركي