بقلم /شهاب محمد خالد
لا يكاد يمر يوماً الا ونسمع بفقدان السلطة القضائية لاحد منتسبيها سواء كانوا قضاة أو أعضاء نيابة أو اداريين ممن قضوا جل أعمارهم في خدمة العدالة في مختلف محافظات الجمهورية بعد ان هجم على معظمهم المرض الذي تباينت مدده لأسباب مختلفة ومن ذلك ما ظهر مؤخرا من حميات وفيروس كورونا الذي ارتفعت معه وفيات القضاة بشكل مؤلم للغاية انتقل القضاة الى جوار ربهم البعض منهم مثقل بالالتزامات والديون بفعل الحياة المعيشة الصعبة وما تطلبه المرض من نفقات في وقت ليس لهم فيه أي مصدر دخل سوى الراتب الذي انقطعت اخباره منذ عدة شهور وهم الذين منعهم القانون من ممارسة أي مهنة أخرى بحكم طبيعة اعمالهم التي تتطلب منهم التفرغ وتنزيه الوظيفة من أي عمل قد يسئ اليها. لقد أخبرني ممن اثق به ان عدد من القضاة ممن فارقوا الحياة ظلوا يعانون من المرض ولم يسأل عنهم أحد كان اخرها أحد القضاة الذي انتقل الى أحد المستشفيات الخاصة بصنعاء ومكث فيه يومين ثم فارق الحياة لينقل جثمانه الى أحد المساجد المجاورة للمستشفى للصلاة عليه ومما اثار استغراب المصليين بعد ان عرفوا انها جثة أحد القضاة ولم يتبعه سوى ثلاثة نفر من اقربائه .ان القاضي اليوم يموت ولا يجد اهاليه الا تعزية . فمجلس القضاء ونادي القضاة تجده يدفع بعد أيام من وفاة القاضي بتعزية على صفحته في الفيس بوك التي لا تحمل سوى اخبار التعازي والاعتداءات على القضاة يشيد فيها بمناقب الفقيد ويشير الى ان رحيله يمثل خسار على العدالة وبذلك يعتقد انه قد قام بالواجب مع اعتقادي الجازم انه في خبر الوفاة في حالات عديدة يبلغهم من مواقع التواصل الاجتماعي فلا يعرفون اين توفي وما هو سبب الوفاة وأين تم دفن جثمانه ومن هم أولاده واقربائه. اليوم مجلس القضاء ونادي القضاة مطالبين بمتابعة القضاة ممن لا زلوا على قيد الحياة ويعانون من اوجاع والام مرضية هذا من ناحية ومن ناحية أخرى متابعة أحوال أهالي من توفاهم الاجل وتلمس احتياجاتهم ودعمهم بما أمكن في هذا الظرف الاستثنائي الذي يتطلب عمل استثنائي تجاه القضاة ومن يعولون وخصوصا وقد قضوا معظم أعمارهم في خدمة العدالة والضغط على رئاسة الجمهورية بسرعة الافراج عن مرتبات القضاة المحتجزة منذ عدة أشهر يكفي سنوات من الاذلال الروحي والمادي. التفاتـه كريمــــة: الا اننا ومن باب الانصاف لايمكن ان نتجاوز ما استقرت عليه اخلاقيات وإنسانية فضيلة العلامة القاضي حمود بن عبد الحميد الهتار تجاه القضاة والادريين عموما وأهالي من رحلوا من قضاة المحكمة العليا خصوصا والتي كان لها بليغ الأثر في التخفيف من اوجاعهم واحزانهم فله جزيل الشكر والعرفان .