أقلام حرة
أقلام حرة

تاريخ الضالع......السيد عبد الدائم محسن الجيلاني 

كتب/معين فضل المنادي 

السيد عبدالدائم محسن الجيلاني الهاشمي علم من أعلام الجهاد العربي، وُلد في لكمة صلاح  بمحافظة الضالع ، فهو عالماً دينياً قضى معظم حياته في خدمة وطنه، وله تاريخ شهد له الجميع بمواجهة الأستعمار البريطاني لجنوب اليمن، حيث أعلن الجهاد ضد المستعمر عام 1950م. كان السيد عبدالدائم مجاهداً شديداً عنيفاً  في مواجهة المستعمر  البريطاني، و رحيماً على أبناء بلده.

المستعمر البريطاني كان  يخشى السيد عبد الدائم  ، فارسل له الحاكم البريطاني ميجر سيجر رسالة يطلب منه عدم التحريض عليهم وله ما يطلب، فرد السيد عليهم  فنحن لا نبحث عن المكاسب المادية والطموحات الشخصية، إنما نعمل من أجل تحقيق رضوان الله تعالى وبعنا أرواحنا مقابل الآخرة. وبعد رد السيد على المستعمر البريطاني جمع المستعمر قواه العسكرية بمختلف أنواعها لمواجهة السيد المجاهد الثائر. عُلم السيد بأن العدو قد جمع له وجهز القوة العسكرية للقضاء عليه فنزاد إيمانه وتوكله على الله، وخاطب رفقائه إن أهم الصفات الأساسية  لدى المجاهد هي التسليم لله سبحانه وتعالى وعدم الأكتراث بما سيحدث طالما كان ذلك بيد الله عز وجل.

 *آخر محاولة للمستعمر.* 

لم يتجرأ المستعمر البريطاني بمهاجمة السيد المجاهد عبدالدائم وكانت هذه آخر محاولة لهم بتقديم رسالة خاصة إليه حاول فيها المستعمر اقناعه على إعطائه ما يطلب وأنهم مستعدين تلبية كل ما يحتاجه مقابل عدم التحريض عليهم.

السيد هذه المرة يرد لن ولن نسمح بتدنيس أرضنا وسنفدي أرضنا بدمائنا، وأرواحنا وأموالنا.  وبعد كل المحاولات الفاشلة للمستعمر البريطاني لإقناع السيد بالانظمام وتأيدهم واتباعهم، شعر المستعمر البريطاني بانتفاضة السيد التي ستمنع توسعهم ونفوذهم بل ستقلع وستقضي على المستعمر الأجنبي، فجمع القائد الكبير ميجر سيجر الحاكم البريطاني والقائد للقوات البريطانية في جنوب اليمن التي كانت تعرف سابقا بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية كل قواه العسكرية المتواجدة في عدن إلى مديرية الضالع التابعة سابقاً لمحافظة لحج لتصدي ولمواجهة السيد.

 *الميجر سيجر يحضر خصيصا الى الضالع لكي يعتقله.* 

المستعمر في قناعة تامة إن السيد لا يعرف معنى الضعف والاستسلام ، وأنه ثابت لا يتزحزح ولا يمكن له أن يستسلم و لذلك الميجر سيجر البريطاني يحضر إلى الضالع خصيصا لإعتقاله يقول سنقضي عليك يا عبدالدائم. السيد عبدالدائم يذهب إلى منطقة الجليلة لمساعدة الناس بحل قضاياهم برفقة مجموعة من المشائخ ، حاول رفاقه بتذكيره إن العدو يتربص له، فرد السيد ساحات الحرب أماكن مقدسة نتعبد فيها تقربا لله، وننطلق منها استجابة لله، ونعرج فيها إلى جنان الخلد ، فالأنبياء أبطالاً في ميادين الجهاد، وعنيفين ضد الباطل،وقدموا أنفسهم و حياتهم قرباناً من أجل الله فلسنا أغلى منهم. وفي جبل السوداء جبل مرتفع جدا في منطقة جلاس معزز بجنود المستعمر البريطاني وقواه العسكرية منتظرين وصول السيد لقتله، وقبل وصوله ، قال الميجر سيجر لجنوده لا تقتلوا السيد عبدالدائم وإنما أريد تعذيبه بيدي واعتقاله بنفسي وقتله أنا شخصياً. وعند وصول السيد المجاهد الثائر عبدالدائم إلى جبل السوداء إذ بالعدو متواجد بكافة إمكانياته العسكرية الضخمة ، أراد الميجر سيجر تعذيب السيد بيداه ، فقال الميجر سيجر عند اقتراب السيد عبدالدائم، هل أنت السيد عبدالدائم ؟ فقال بصوت قوي نعم أنا السيد عبدالدائم  ورجع خطوتين للوراء وندفع ادفاعاً قوياً تجاه الميجر سيجر وطعنه بالسلاح الأبيض عدة طعنات...و جنود المستعمر البريطاني يرتجفون وعيونهم تنطق بالرعب المجنون ، وأصابهم الخوف عندما شاهدوا دماء الميجر سيجر يسيل وجسمه ملطخ بالدماء، ولم يتوقعوا و يتخيلوا ما حدث، فهرب جميع الجنود.  للضالع تاريخ  لن يستطيع المتآمرين دفنه ، حيث أنه  الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح لم يضف الشخصيات الجهادية والنضالية إلى كتب التاريخ التي تُدرس في الكتب المدرسية في جنوب اليمن.