احتضنت مدينة عدن يوم أمس حدثا تاريخيا لا يقل أهمية عن حدث نقل السلطة عام 2011، وبغض النظر عن ما أثير من جدل حول صيغة اليمين الدستورية، فهذا أمر لا يؤثر في حال نجح المجلس الرئاسي في تدوير العجلة والسير بالعربة نحو الحل السياسي الشامل أو نحو الحسم وإنهاء الانقلاب، ففي حال حصول أحد الأمرين (الحل السياسي أو الحسم العسكري) سنكون أمام وضع جديد ونظام سياسي جديد شكلا ومضمونا.
أما إذا قدر الله وفشل هذا المجلس في السير بالعربة نحو صنعاء -سلما و حربا- فحينها لن يصبح موضوع اليمين الدستورية محل جدل، بل ستصبح شرعية المجلس الرئاسي ذاتها وشرعية مجلس النواب وشرعية القوى السياسية والتحالف الداعم لها على المحك. فالنصر -سواء السياسي أو العسكري- هو الذي يمنح الشرعية، والفشل هو الذي يفتح باب المساءلة التاريخية، وتلك سنة متكررة في التاريخ.
أرجو أن لا نقف طويلا عند جزئية اليمين الدستورية، ولا حتى عند دستورية الاعلان الرئاسي، فالذي يهمنا اليوم هو: ماذا بعد؟
في تقديري نحن أمام سيناريوهين اثنين: إما أن ننطلق من عدن حتى الوصول إلى صنعاء سلما أو حربا، وإما أن ننتظر التفكك والانهيار وصراع شرعيات أمر واقع متعددة، وحينها سيكون الحوثي صاحب الحظ الأوفر فيها.