كتب/ محمد عسكر
اذا كانت الأدبيات السياسية والإستراتيجية تؤكد على حقيقة أنه " بدون رؤية لا تبنى استراتيجية ، وبدون استراتيجية لا تصنع سياسة ، وبدون سياسة ، لا تنفذ برامج على ارض الواقع ؛ فإن وجود رؤية موحدة شرط أساس للقيام بأي عمل نوعي في بيئة مضطربة مثل بلادنا، أو تحقيق هدف كبير كهدف إنهاء الصراع وتحقيق السلام.
وفي بيئة مضطربة مثل هذه لابد من بروز التناقضات كمسألة حتمية في اي عمل جماعي ، ولهذا المهم هنا هو كيفية إدارة التناقضات وترتيب أولوياتها ، بحيث يتم التركيز على المسائل الخلافية الأساسية وتأجيل المسائل الفرعية ، فبدون هذا التوافق المرحلي لن تتحقق الأهداف والغايات ، بل على العكس من ذلك ستجد الأطراف ذاتها منشغلة في مسائل ثانوية منهكة ومكلفة .
يبدو ان البعض لم يستوعب -حتى الان-طبيعة اللحظة الراهنة ، إذ أن التوافق على مرحلة جديدة بقيادة جديدة ممثلة بالمجلس القيادة الرئاسي ، يفرض على الجميع تبني خطاب إعلامي وسياسي يستوعب المرحلة المختلفة كليا عما سبق وساد ، ويؤسس للمرحلة المقبلة من الشراكة والتعاون الصلب والوثيق .
لعلها مرحلة الفرصة الأخيرة - في تقديري- وإذا ما ضاعت هذه الفرصة، فقد يكون من الصعب الحديث عن دولة في اليمن خلال عقود زمنية قادمة .
إنها الفرصة الأخيرة لبناء مؤسسات دولة مدنية قوية ومستقرة في اليمن ، وننتظر من الأشقاء والأصدقاء دعم ومساندة المجلس الرئاسي اقتصاديا ولو مرحليا ، وثقتي بأن بلادنا ستتجاوز أزماتها الناتجة عن حرب طال أمدها .
كما وثقتي كبيرة بأيدي سبأ ، من كفاءات وطنية شابة وخبرات وحكمة الشيوخ ، فهؤلاء هم من يعول عليهم إنقاذ شعبهم وبلدهم ، وإحترام الخصوصيات الجغرافية ، وحق الجوار ، سعيا لإزدهار اليمنيين، وتمكينهم من إعمار وزراعة بلدتهم الطيبة المباركة من عليا سماء .
* وزير حقوق الإنسان الأسبق*