أقلام حرة
أقلام حرة

ليلة قطع اذن الرفيق لينين

كتب/د.غسان عبادي

جلست اليوم في الباص بجانب رجل كبير في السن في وجهه تجاعد كثيرة وكان الزمن خط في هذه التجاعيد وهو عسكري متقاعد كما قال لنا ويستلم راتب فتات لا يتجاوز 30 الف ريال .  وكان يدخن السجارة بشراهة فقلت له : يا حاج احرقت نفسك ولوثت الهواء خليها على الله فأخذ نفس طويل من سجارته ونفثه في الهواء وقال : ساحكي لك قصة حدثت لنا في السبعينات أيام الزخم الثوري وكنت ساعدم فيها ولكن الله ستر على عمك !!!

كنت أعمل في آمن أحد المحافظات المجاورة للعاصمة عدن وكانت رتبتي ملازم ثاني وكنت فخور بهذه الرتبة لانها كانت أيام السبعينات من الرتب العالية ولا يتحصل عليها إلا القليل جدا والمتميزين في العمل . ليس مثل هذه الأيام تجد الرتب العسكرية العليا كالعقيد والعميد واللواء يحصل عليها البناشرة والمقوتين والدلالين وهم لم يدخلوا في حياتهم كلية عسكرية أو دورة عسكرية !!! . المهم يا ولدي كنت في مهمة  أنا ونائبي المساعد وهي انه سياتي الأمين العام للحزب عبدالفتاح اسماعيل والرئيس سالمين ورئيس الوزراء علي ناصر محمد ووزير الدفاع علي عنتر زيارة للمحافظة وكانت المهمة الموكلة إلينا حمل تمثال لينين واخراجه إلى مسرح الحفل فسقط تمثال لينين وانقطعت اذنه .

 فصحت وقلت لزميلي : ليت اذني قطعت ولا أذن الرفيق لينين وكيف العمل ؟ غدا سيأتي قادة الحزب والدولة وأذن الرفيق لينين مقطوعة سيقطعون رقابنا !؟  جاء المسؤول علينا فكلف مسؤول امن الدولة بالتحقيق معنا وجلسنا خمس ساعات تحقيق وفي النهاية قال لنا الرفيق : انتم نجمكم الحمل !!! 

كيف تجراتم وقطعتم أذن الرفيق ' فلادمير التش اليانوف لينين " قائد ثورة أكتوبر الإشتراكية العظمى فقال له زميلي البدوي : من هو هذا لينين الذي جعثتونا وفحستونا عليه من الصباح ؟! فقلت لصاحبي : هذا لينين من البيت الأول وهو شيخ روسيا كلها !!! 

بعد التحقيق تم ترتيلنا عسكريا من ضابط إلى جندي أول وتحويلنا إلى مكيراس ..  كل هذا بسبب أذن لينين الله يكرفه كارف ضيع مستقبلنا وتقاعدت على رتبة مساعد أول استلم معاش تقاعدي لا يتجاوز 30 الف ريال ما تجيب كيس دقيق سنابل !!!