كتب/وائل القباطي
تدهشك عدن بتاريخها العريق وبركان تكونها الضارب في القدم، ومعالمها المدنية التي سبقت نظيرتها على مستوى الجزيرة العربية في كافة المجالات، فهي بمينائها الذي تصدر عالميا مطلع القرن الماضي اول من عرفت القطار والتخطيط الحضري والمدن السكنية الحديثة والكهرباء والسينما والمسرح والكنائس والمعابد والمعاهد والإذاعة والتلفزيون، ما يجعلها مثار افتخار.
خليط التنوع الجغرافي والديني الذي شكل هذه المدينة وطبع ابناءها على حب والتمسك بالنظام والقانون والبساطة والبشاشة والمسالمة بشكل يندر وجوده في اي منطقه اخرى. عدن مدينة ينتظرها مستقبل مزدهر فقط متى ما سمح لابنائها بعقلياتهم المدنية والمنفتحة على العالم ادارتها اتذكر مقوله لوزير الصناعة الاسبق بن طالب خلال الحوار الوطني قال يومها: كيف لمن لم يروا البحر ان يصيغوا دستورا، وهو الامر الذي ينطبق على العقليات الشعبوية الفارغة المتصدرة وسائل التواصل الاجتماعي اليوم. فيا هولاء اخرجوا من عقلياتكم القروية والقبلية المغلقة والمتعفنة وشطحاتكم السياسية المدفوعة بحسب توجه الممول، ودعوا ابناء عدن وحضرموت وغيرها من المناطق وكل الكفاءات المدنية المجربة تدير البلد والمشهد وستقودنا الى بر الامان. عدن هي طارق المحامي و باشراحيل والعلس وقعطبي وامان والحبيشي وعمر جمال وقائمة تطول من الاسماء التي كان لها تاريخ ناصع ومشرف ويندر ان تجد من ابنائها من تلطخت يداه بالاجرام والنهب والفساد، لكل ذلك نقول ان شعبها العظيم ولن يمر الحاقدون والمرضى النفسيين عديمي الأصول ومفتشي الجيانات.