كتب/محمد عبدالله القادري
في الجلسة الأخيرة لمجلس الأمن الدولي بشأن اليمن ، قال المبعوث الأممي أنه سيعيد الحوثي إلى مسار السلام ، وهذا الكلام كان بعد أن تمادى الحوثي أكثر ورفض تمديد الهدنة وأستهدف بقصفه ميناء الضبة وناقلات النفط والذي كان يفترض أن يتخذ مجلس الأمن قرار حازم يفضي لردع الحوثي ويساند عملية الحسم ولكنه أكتفى بالادانة ، وهذا هو ديدن المجتمع الدولي منذ بداية الحرب الذي يريد أن يفرض الحوثي علينا ويسعى للحفاظ على بقاءه.
الفترة الأخيرة حدث نوع من الادانات للحوثي من قبل السفير الفرنسي وغيره ، وهو الأمر الذي يعبر عن وجود ادانات دولية كبيرة للحوثي ، ولكن يجب أن نفهم أن تلك الادانات لن تؤدي بعدها لقيام المجتمع الدولي بمساندة الحسم العسكري ، لأنها ناتجة في ظل قيام الحوثي برفض الهدنة ومطالبته بالحصول على عائدات من إيرادات الجنوب والمناطق المحررة وعدم الاكتفاء بإيرادات المناطق المحررة ، وفي ظل قيامه بالأعتداء على المنشأت النفطية والتصعيد في الجبهات في ظل اذعان الدولة للسلام وتوقف نشاط معركتها العسكرية الرامي لتحقيق عمليات تقدم تحريرية على الأرض ، وهذا ما يعني أن تلك الأدانات ستفضي للضغط على الحوثي للاكتفاء بإيرادات المناطق المسيطر عليها والكف عن التصعيد ولن تفضي لمساندة عملية حسم للقضاء عليه.
من جهة أخرى ظهرت مبررات تدعي أن عدم تحرير صنعاء يعود لقيام أمريكا برفض ذلك معللة بأنها مدينة تراثية وسيدمرها الحرب ، واذا هذا المبرر جعلكم لا تتقدمون لتحرير صنعاء وأنتم في أطرافها فما مبرر عودتكم للخلف من أطراف صنعاء إلى اطراف مركز محافظة مأرب وتسليم الجوف ، أليس هذا يدل على أنكم غير جادين في التحرير ومتخادمين مع الحوثي ومساندين أمريكا في موقفها وتريدونها أن تكون بهذا الموقف لتلبي توجهكم وتغطي على فشلكم وتمنحكم المبررات ، ولو كنتم جادين في تحرير صنعاء في ظل ادعاء أمريكا الرفض بتعليل أنها مدينة تراثية ، كنتم ستستخدمون خطة عسكرية تفضي إلى تحقيق عملية تحرير تمر بخارج مدينة صنعاء وتلتقي في نقطة وسط مع تقدم مسار تحرير من اتجاه ميدي وحجة وهو ما يجنب صنعاء خوض معركة داخلها ويحاصرها من جميع الجوانب ويؤدي لتحريرها وتحرير عدة محافظات في آن واحد كذمار وإب وتعز والحديدة وغيرها.
المبررون بالمجتمع الدولي كرافضاً للحسم ، والمنتظرون للمجتمع الدولي كمؤيداً للحسم ، أولئك يريدن أن نتقبل الأمر الواقع ونظل في مكاننا ويظل الحوثي في مكانه ، أما الحقيقة تتطلب منا أن نفرض أنفسنا بقوة من خلال مشروع دولة يمنح الشراكة لجميع الأطراف بالتساوي ويحقق التوحد عسكرياً والنجاح ادارياً في المناطق المحررة ثم نتجه لتحرير المناطق التي يسيطر عليها الحوثي ، ومن خلال هذا سنجد أن رفض المجتمع الدولي لتقدمنا لن يكون عائق أمامنا ، وان موقف مساندة المجتمع الدولي لنا لن يؤدي لانتظارنا.