منذ أيام قليلة استعاد اليمن بعض القطع الأثرية الهامة، في إطار الجهود التي تبذل لمواجهة العبث الذي تعرضت وتتعرض له آثار اليمن التاريخية. لقد كان للجهد المشترك اليمني-البريطاني، ومنذ أن قامت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في لندن بتسليم الجهات المختصة البريطانية ملفاً يتعلق بموضوع الآثار اليمنية، نتيجة إيجابية في استعادة هذه القطع، وهي خطوة هامة على طريق متابعة تهريب الآثر اليمنية والمتاجرة بها أو بما يحتفظ به مقتنو الآثار وعرضها في المزادات الخاصة. وهذه القطع الأربع كما بين البحث المختبري الذي أجرته الجهات البريطانية المتخصصة في الآثار هي ذات قيمة أثرية وتاريخية هامة، وتصنف من بين القطع النادرة التي تعود الى ممالك قتبان ومعين وحضرموت، ولكل قطعة اسم تم من خلاله ربطه بالفترة التاريخية التي سادت فيها هذه الممالك. ومن خلال المتابعة المستمرة التي تقوم بها السفارة اليمنية في لندن تم رصد ما يعرض من آثار في المزادات وكانت مقتنيات تم اخراجها من سنوات طويلة من اليمن بصورة رسمية منها ما قامت شركة البس التجارية الفرنسية التي كانت تعمل في عدن وبعد الاستقلال في صنعاء، وقام ورثة ملاك الشركة ببيعها كمقتنيات، سجلنا اعتراضنا على ذلك برسالة رسمية الى دار المزاد التي عززت موقفها القانوني بوثائق الملكية وطريقة اخراجها من اليمن، وتم نفس الشيء مع حالات مماثلة وكانت أكثرها بمثابة هدايا حصل ضباط بريطانيون سابقون أو غيرهم، وتم توثيقها قانونياً كي يتسنى لهم بيعها بالمزاد، وسجلنا تحفظنا كتابياً على هذه الحالات من منطلق عدم اعتراف اليمن بنقل الملكية تلك، ولدينا من وثائق المتابعة ما يكفي لإثبات هذا الإرث اليمني الذي لا شك سيأتي اليوم الذي ستتمكن فيه دولة اليمن من متابعة واستعادة هذا الميراث. المهم هو أن تتعزز هذه الجهود بتوقيع اتفاق تعاون مع مختلف البلدان لحماية الآثار اليمنية، وهو ما نسعى اليه مع الجهات المختصة في بريطانيا. كما أنه بات من الضروري أن تصدر منظمة اليونسكو نداء مناشدة لحماية الآثار اليمنية باعتبارها دولة في حالة حرب.