محمد عبدالله القادري
محمد عبدالله القادري

بين يدي مجلس القيادة والتحالف (أطالب بالتحقيق مع هؤلاء)

ما أثقل الكتابة عن الألم.

منذ بداية تقدمه نحو دماج ووصوله إلى إب ، أتخذنا موقفاً ضد الحوثي وظل ثابتاً للآن والحمدلله.

عند اندلاع الحرب والمقاومة ناضلنا ضد الحوثي في إب بأقلامنا وجوانب أخرى ، في بداية الحرب ، تم تشكيل مركز إعلامي للمقاومة في إب وكنت ضمن أعضاءه ، كانوا يعطون مرتبات شهرية للأعضاء ما عدا أنا لم يعطوني.

بعد فشل المقاومة في إب ، تم إخراج الجميع والترتيب لتهريبهم ، ما عدا أنا لأني لست من حزب الإصلاح ، تواصلت مع قيادة المقاومة كالمحافظ حالياً وغيره ، ولم يهمهم أمري.

 

 تعرضت للإختطاف والتعذيب والإخفاء القسري أواخر عام 2015 وخرجت بحالة سيئة جداً ، تواصلت بقيادة المقاومة والمحافظة لإخراجي من إب بعد خروجي من السجن ، ولكن لم يستجيبوا لي وطلبوا مني أن أظل في إب وإذا خرجت سأموت جوعاً.

 أضطررنا لمواصلة النضال ونحن نعيش بحالة ملاحقة وتخفي وخوف ومضايقات وأخطار وأفتعال مشاكل لأسرنا.

 

عندما تم تعيين الإرياني وزيراً للإعلام ، تواصلت معه وشرحت له معاناتي ، ولكنه لم يستجب لي ، بينما اعتمد لإعلاميين رواتب شهرية وهم في مناطق الحوثي.

 

أستمرينا في النضال والمعاناة ، حتى تعرضنا للإختطاف والتعذيب في معتقلات الحوثي ، وحين دخولنا المعتقل كان هناك تعمد من قبل قيادات في الشرعية ومحافظة إب وعدة أطراف مناهضة للحوثي لتكتيم أمرنا حتى نظل مُختطفين لا أحد يدري بنا ولا أحد يتحدث عنا ويطالب بإخراجنا.

تم إبلاغ قيادات في شرعية إب أثناء اختطافي من قبل أناس في المنطقة ومعتقلين كانوا في السجن عبر زيارة أهلهم لهم ، ولكن قيادة إب أنكرت ذلك وأدعت عدم علمها بشيئ بعد خروجنا.

عندما كنا في السجن ، كان المختطفين المنتمين لحزب الإصلاح تأتيهم رواتب شهرية من مأرب ، راتب للفرد مصاريف وراتب مصاريف لأهله ، يستلموا شهرياً من لجنة الأسرى ورابطة أمهات المعتقلين ، ومن قيادة الجيش والدولة ، وأنا الوحيد لم أحصل على شيئ ولم يعطوني شيئاً.

 

 عند خروجي من زنزانة الإنفرادي بعد ثمانية أشهر إلى قسم الجماعي ، التقيت بشخص سجين على وشك الخروج ، وأخبرته يبلغ أحد أقرباءه الذي يعمل مسؤولاً في وزارة إعلام الشرعية بأني مختطف عند الحوثيين ، وبالفعل أبلغ قريبه وذاك أبلغ وزير الإعلام الإرياني ، ولكن الأرياني أنكر بعد خروجي بعلمه بشيئ.

تضامن الإرياني مع جميع الصحفيين المختطفين وطالب بالإفراج عنهم إلا أنا.

أستنكر الإرياني ما تعرض له كل الصحفيين المختطفين إلا أنا لم يهمه وضعي بعد خروجي بالحال السيئ ، وفي النهاية أستبعد إسمي من بين الصحفيين المختطفين الذين قدمهم للقاء رئيس مجلس القيادة.

حتى نقابة الصحفيين اليمنيين تضامنت مع جميع الصحفيين المختطفين ما عدا أنا لم تتضامن ولم يهمها أمرنا.

قبل دخولي السجن الفترة الأخيرة ، كانت إذاعة صوت المقاومة في الساحل الغربي ، تتواصل معي على الهواء مباشرةً لأتحدث عن جرائم الحوثي وأنا في مناطق سيطرته مشرد في الشعاب ، وهو أمر كان يسعدني مثلما كنت أكتب مقالاتي المناهضة للحوثي بنفس الوقت وأنشرها في مواقع وصحف تابعة للشرعية وغيرها.

عندما دخلت السجن تم إبلاغهم بذلك ولكنهم لم يهمهم لي ولم يستنكروا ما تعرضت له أثناء اختطافي ولم يستنكروا ما تعرضت له بعد علمهم بخروجي من السجن بالوضع السيئ.

 

ثلاثة أطراف تخادمت بموقفها ضدي أثناء ما كنت في السجن.

الأول الحوثي الذي أقف ضده.

الثاني طرف كنت محسوب عليه قبل الحرب ، ووقفت ضده عندما تحالف مع الحوثي وكنت أنتقده ، وظل حاقداً عليّ لهذا السبب.

الثالث طرف حزب الإصلاح وحلفاءه من الفاسدين الذين كنت ضد فشلهم وفسادهم وتخادمهم مع الحوثي.

وكان هؤلاء الأطراف تجمعهم سياسة موحدة دعم تمكين منطقة بعينها للسيطرة على الوسط الشافعي ، وكان موقفي مع قضية الوسط صنفتني أمامهم بالمناطقي الذي يحارب سياستهم المناطقية المعادية.

دخل نشطاء محسوبون على حزب الإصلاح في إب سجون الحوثي لمدة إسبوعين فقط ، وهؤلاء النشطاء لم يقفوا ضد الحوثي بكلمة إنما يراوغون معه ، لكن ما حدث أنه أثناء سجنهم استنكر كل إعلام الشرعية بما فيها قناتي العربية والحدث ، بخلاف وضعي الذي تم تكتيمه حتى لا يقف معي أحد ، رغم أني صحفي وإعلامي أناهض الحوثي منذ تسع سنوات وكتبت ما يزيد عن ألفين مقال بخلاف الأخبار التي أنشرها وأراسل بها للمواقع.

 

طيلة الفترة الماضية يتم شيطنتنا بكل الأساليب القذرة والتصنيف الكاذب والتعصب بناءً على مواقف سابقة.

بالنسبة للحوثيين يدعون بأننا دواعش كما يطلقون على كل من يقف ضدهم.

طرف الإخوان يتهمنا منذ بداية الحرب بأني عفاشي وأمن قومي بناءً على أني كنت مع عفاش قبل الحرب.

العفاشيون الذين كنت معهم قبل الحرب أصبح يتهموننا بأننا أخوان بناءً على موقفنا الذي تغير إلى ضدهم بسبب تحالفهم مع الحوثي أنذاك.

وإضافة إلى ذلك يطلق كلاهما خليط من الشيطنة الأخرى المتناقضة مع بعضها ، كملحد وتكفيري ومكرمي ويهودي بل ومخابرات لدول أخرى.

يتحد ضدنا حزب الإصلاح وبقية الأحزاب المشاركة بأحداث 2011، بحجة أن هذا كان يقف ضدنا.

بالنسبة للمؤتمريين القيادات الذين وقفوا مع الشرعية من البداية ، فهؤلاء يهمهم مصالحهم ، اتفقوا مع حزب الإصلاح على أن ينفذوا ما يريد ويقومون بتحسين علاقتهم مع التحالف ، من أجل أن يظلوا بمنصبهم بدعم من حزب الإصلاح والتحالف ، ولذا فهو لا يخدمك ويقف معك إلا بأمر من حزب الإصلاح ويحاربك إذا طلب منه ذلك أيضاً ، وإذا انتقدته ورفضت ممارساته فلديه القدرة إلى إن يحاربك عبر التحالف ويجعلهم حتى يسجنوك.

وصل الامر حتى لو قمنا بالمطالبة بحقوقنا وانتقدنا التعسفات والظلم التي تمارسها عدة جهات بحقنا ، يحوله أولئك إلى دعوى إستغلال .

 

 لا أخفي على أحد.

أنني في السجن تعرضت لتعذيب لإجباري على الإعتراف بمعلومات على ذات علاقة مرتبطة بأطراف لم أكن لي معهم علاقة وتواصل أصلاً كالتحالف وطرف آخر يكرهه الحوثي بشدة.

ثم قاموا بتعذيبي لإجباري على قول معلومات ضد أولئك الأطراف أنفسهم.

أمر محيرني لماذا مع ولماذا ، كما أنه أيضاً لا يهمني مادام ان ما قلته تحت التعذيب ليس له أي دلائل على الواقع ، ولا يهمني ما دمت أثق من نفسي ولن يفيدني ولا يضرني ذلك بشيئ سواءً إن كانت علاقتي مع تلك الأطراف سيئة أو طيبة ، كلما يهمم الثبات على الموقف والإستمرار على النضال.

 

 ها أنا بعد خروجي من السجن وهروبي للمناطق المحررة ، والكل يعلم بالحال السيئ الذي خرجت فيه ، منذ مدة عام وأنا أعيش في معاناة ، تعاملت معنا الدولة والحكومة كمجرد شحاتين ولم تحركهم إنسانيتهم ليتكفلوا حتى بعلاجنا وعمل حل لأوضاعنا ومعاناتنا وإنصافنا ، نعيش بلا سكن بلا أهل بلا رعاية بلا إهتمام ، بل بلا تقدير وإحترام لنضالنا طيلة تسع سنوات ، ودون المراعاة الإنسانية لما نمر ونعانية من حالة نفسية وتوازن مفقود ومشاكل أخرى.