سلوى الملا
سلوى الملا

فساد البشر والكوارث الطبيعية !

•تتوالى الاحداث والأزمات الطبيعية من زلازل وفيضانات واعصار وكوارث وما تخلفه وما ينتج عنها من قتلى وجرحى ومفقودين، وما تتركه من دمار والعودة الى نقطة الصفر !

•أصعب ما تتركه من ذاكرة مؤلمة وموجعة ؛ ما يكون من جثث وقتلى.. والبحث تحت الانقاض عن مفقودين أو أحياء والبحث بين الوجوه عن وجوه اقارب وأحباب رحلوا في لحظة كانوا آمنين فيها …

•استشعار نعم الله على عباده، ونعمة الأمن والأمان، ونعمة استشعار وجود النجدة السريعة والانقاذ، ونعمة الالتفات الحقيقي كونك إنسانا حقيقيا لم تلوثه السياسة ولم يلوثه غدر البشر !.. هذا الإنسان يعبر عن فرد.. وعن حكومة وعن دولة..

•التحرك لنجدة ومساعدة الاشقاء في المغرب وفي ليبيا وللدول المتضررة يعبر عن معنى الجسد الواحد الذي يجب أن يكون بين الشعوب العربية والمسلمة في التفاتها وانسانيتها، يعبر عن الوحدة الإنسانية ومعنى القوة الناعمة التي تتميز بها الدول بين دول العالم.

•الدولة الذكية هي التي تتحرك بإنسانيتها، وبذكاء يجعلها حاضرة ومتواجدة بقوة في المحافل الدولية ومن منطلق الرحمة والإنسانية.

•دول كثيرة تحاول ان تلعب بورقة القوة الناعمة في سياسيتها ولكنها تفشل بسبب غياب الإنسانية الصادقة، وغياب الحكمة والدبلوماسية السياسية من تدخلها…

•في الأزمات على وجوه الخصوص تظهر الحقائق والحقيقة وتظهر معها العيوب والمزايا.. ومعادن البشر.

•في الأزمات تظهر معاني القائد الذي يسعى بحكمته وقيادته ورؤيته الثاقبة بقيادة دفة الامور الى أن تهدأ الامواج ويكون القدوة في التحرك والتواجد والشعور الحقيقي بمشاعر وألم الاخرين !

•في الأزمات تظهر جدوى الخطط الاستراتيجية والتنموية..ومعنى الرؤية الوطنية للبنى التحتية..

•وفي الأزمات تظهر حقيقية من هم أصحاب المسؤولية والخبرة في تحمل النتائج والعقبات، ومن هم صادقون في البقاء والعمل المخلص.. وبين من يحاول إخلاء مسؤوليته من كل المسؤوليات والهروب منها دون خسائر شخصية !

•تقع الكوارث الطبيعية وكأنها تحاول إيقاظ البشر من سباتهم ولهوهم وهرولتهم وانانيتهم التي انستهم اقرب الاقربين لهم!..

•تحاول الاعاصير والزلازل أن تلقن أولئك المستمرين في غيهم ولهوهم ومعاصيهم دروسا حقيقية وواقعية لعدم الاستغراق في ملذات الحياة، وعدم العيش خلالها في حروب ومشاحنات.. وخلافات وتدابير.. وغياب عن معنى أن يكونوا بشرا بآدميتهم.

•في لحظة تتناثر الخطط والأوراق والاقلام والملفات والأجهزة والاشياء.. تحت الأنقاض وتغيب مع صاحبها الذي لم يجد جدوى من كل ذلك! ولا متعة العيش كإنسان وجد وخلق للعبادة.. ومعنى الاستمتاع بحسنات الحياة الدنيا وزينتها.

•آخر جرة قلم:

 لا يأمن الإنسان غدر من كان يظنهم أصحاب..!

ولا يأمن أخطاء وفساد أولئك الفاسدين وما يمارسونه من غش وسوء استغلال للمال العام ولكل شيء يقع في أيديهم وتخطط له عقولهم هل من مزيد !..

ولا يأمن الإنسان تقلب الظروف ومشاعر من كان يظنه صديقا ليكون عدوا لدودا.. كاشفا غدره وخبثه وتلونه!

تبقى الأزمات بأنواعها كاشفة وفاضحة.. بأشكالها المختلفة من كوارث طبيعية، ومن أزمات سياسية ومن حروب وخلافات، وما ينتج عنها من اضرار تقع للإنسان الآمن في وطنه أو ذلك عابر السبيل..

لا نأمن كوارث الطبيعة وغضبها..رغم محاولات وتوقعات عقول البشر..! ولكنها يكفي انها تترك ذاكرة للتاريخ بدروس تلقنهم اياها ويستحيل نسيانها لمن هم بشر!

تعازينا الحارة للاشقاء في المغرب وليبيا، والله يحفظ الدول والشعوب من كوارث الطبيعة … وفساد البشر!