مروان الشاطري - أبين
عندما يتعلق الأمر بوحوش البشرية، يبدو أن العقلانية والمنطق يتلاشيان أمام جحافل العواطف السلبية.
لا يدرك البعض من ضعاف النفوس وعديمي الأخلاق والقيم والتربية القويمة خطورة إطلاق الرصاص الحي في الجو لأي سبب كان !
وأنه قد يقتل الفرحة والبهجة في بيت آخر ،
إنهم يتساهلون ويتجاهلون القيم والأخلاق التي يجب أن توجه تصرفاتهم تحديدًا، إن إطلاق الرصاص الحي في الأعراس، أمر يتخطى حدود الجنون والغفلة، فمن خلال هذا الفعل البغيض، يفقد الأبرياء حياتهم وتتحول الأفراح إلى أحزان وهدؤ وسكينة البيوت إلى فاجعة.
عندما يحضر الناس حفلات الزفاف، يجب عليهم الوقوف بحزم مع كل من يحمل السلاح لأجل الشهرة وأن يتم طرده من المكان فورا كي لا يعكر صفو الفرح ، هذه ثقافة ومسئولية يجب أن يتحلى بها كل فرد من المجتمع ، لأننا أن سكتنا يمكن أن تتحول الفرح إلى كابوس بفعل بضعة طلقات نارية في الهواء.
إطلاق الرصاص الحي في الجو يشكل تهديدًا حقيقيًا لحياة الأبرياء حيث يمكن لرصاصة طائشة أن تسلب أحدهم حياته بلا سابق إنذار، و يتحول الفرح إلى حزن، والضحكات تتحول إلى دموع، وتنقلب الأحلام الجميلة رأسًا على عقب، وتتحول الذكريات المشرقة إلى جروح تستمر لفترة طويلة.
لكن هل يدرك الأشخاص القائمين على هذا الفعل الجبان واللاشعوري بأنهم يحطمون قلوب الآخرين؟ هل يشعرون بألم العائلات التي تفقد أحبائها في يوم يجب أن يكون مليئًا بالسعادة والفرح؟ هل يدركون أنهم يتسببون في جراح عميقة لأشخاص لا يعرفونهم حتى؟
قد يكون الدافع وراء إطلاق الرصاص في الأعراس هو الاحتفال أو التباهي أو حتى الجهل، ومع ذلك، يجب أن نتذكر أن الحياة ليست لعبة، إنها هبة قيمة نحن مكلفون بحمايتها واحترامها ،على القائمين على الأمن أن يضربوا بيد من حديد كل من يحمل سلاحا في المدن ووسط التجمعات وفي الأسواق والحفلات وعليهم أن يفعلوا كل القوانين الرادعة لكل من تسول له نفسه العبث بالسكينة العامة وأرواح المواطنين الأبرياء، وعلينا نحن أن نتعلم العقلانية والمسؤولية ونفهم أن تصرفاتنا قد تكون لها تأثيرات بعيدة المدى على حياة الآخرين.
لنكن أكثر إنسانية وتفهمًا تجاه الآخرين، لنحافظ على السلامة والأمان في أحداث الفرح والسعادة.
دعونا ننعيش بروح الأخوة والمحبة، ونحول الأعراس إلى مناسبات تجمع الناس بدلاً من تفرقهم، فلنعتبر الحياة قيمة عظيمة ونحافظ عليها بكل الوسائل الممكنة.
إن إطلاق الرصاص في الأعراس ليس مجرد مخالفة للقانون، بل هو عمل لا أخلاقي ولا إنساني يجب أن يتوقف، ويجب أن نتحرك كمجتمع لمكافحة هذه الظاهرة المروعة.
علينا أن نتحد كلنا سويًا من مكانه ومنصبه لتوعية الناس بالخطر الحقيقي الذي يشكله إطلاق الرصاص في الأعراس، وضرورة الحفاظ على السلامة والسعادة في هذه المناسبات السعيدة.
دعونا نعمل معًا لتشديد العقوبات على المرتكبين وتعزيز تطبيق القانون.
يجب أن يكون هناك ردع قوي لمن يفكر في ارتكاب هذا الفعل الشنيع.
علاوة على ذلك، يجب أن نعمل على تعزيز الوعي والتثقيف لدى الشباب والأفراد حول الأخلاق والقيم وأهمية الحفاظ على سلامة الآخرين.
وفي النهاية، يجب أن نتذكر أننا جميعًا جزء من هذا الوطن ومسؤولون عن بناء مجتمع آمن ومزدهر.
لنتعاون لنحمي الأبرياء ونحافظ على الفرحة والبهجة في حياة الآخرين.
إن إطلاق الرصاص في الأعراس ليس سوى عبث غير مبرر، وعلينا أن نتحد لإنهاء هذا الجحيم ونبذ العنف والتطرف من حياتنا.
فلنعمل معًا لتحقيق ذلك ولنمنح الجميع فرصة للسعادة والأمان في بيوتهم ومدنهم وقراهم.