في شهر رمضان لهذا العام عرضت العديد من المسلسلات اليمنية التي وجدنا فيها تطوراً كبيراً وملحوظاً في الاداء وفي العمل الدرامي بشكل عام.
شخصياً تمكنت من مشاهدة ثلاثة مسلسلات وهي (ممر آمن) من قناة يمن شباب و(دروب المرجلة) و (لقمة حلال ) من قناة السعيدة .
وبتقديري المتواضع فإن هذه الأعمال الدرامية كانت قمة في الابداع (اداء تمثيلي، وتصوير، وموسيقى ،وتأليف وسيناريو، واخراج) والاجمل ان التصوير والانتاج تم في اليمن. طاقة وابداع وتألق لشباب ونساء واطفال الى جانب المبدعين الكبار ذوي الخبرة، كلهم ابدعوا واتقنوا الادوار ، وان وجدت سلبيات بسيطة فهو امر طبيعي و مهم من اجل التركيز عليها والتعلم منها وتجاوزها مستقبلاً ،حيث لا يوجد عمل مثالي ، ودائماً يوجد عمل يحتاج للتهذيب والاسترشاد والتعلم المستمر . ودعونا نقول ان عندنا طاقات وعندنا مبدعين فقط ينتظرون الفرصة المناسبة للإنطلاق والتألق . والملاحظ من خلال الاحداث ان المؤلفين تناولوا القضايا في مجتمعنا اليمني (الاقتصادية والامنية والاجتماعية ) بشكل افضل واكثر قرباً لها ،وتم تسليط الضوء عليها بشكل لافت، وكان لقضايا المرأة وجود، وهذا الاهم وهو ما نطالب فيه دائماً بأن وسائل الاعلام المختلفة تعمل على تغيير النظرة النمطية و القاصرة والدونية نحو المرأة ،حيث ان احترام حقوق المرأة وصون كرامتها يبدأ من تغيير نظرة المجتمع من خلال هذه الوسائل التي تصل للجميع و تؤثر فيهم وتخاطب مشاعرهم مباشرة .
ومهمة الفن في الاساس هو وضع الحقائق والقضايا في قوالب فنية تشد انتباه المشاهدين وتعمل على تغيير انماطهم السلبية وسلوكياتهم للافضل.
و بالطبع تضمنت الثلاثة المسلسلات رسائل هادفة وايجابية عززت من قيم المحبة والسلام والترابط المجتمعي والعلاقات الانسانية الجميلة ورفض الكراهية والسلوكيات الخاطئة التي تمزق نسيج الاسرة والمجتمع وتغرس الحقد والدمار النفسي والمجتمعي،و عمقت من حب الارض التي نعيش عليها وقيمة الوطن والانتماء ومعنى الايثار والتضحية . الابداع والتميز والمنافسة القوية التي شهدناها نعتبرها خطوة ايجابية ايضاً للاتجاه نحو الحياة التي نريد، فقد تعبنا من الصراعات والحروب ومن العنف وآن الآوان ان يتجه الجميع لإعادة السلام لمجتمعاتنا، وليكن الفن احدى الوسائل التي تجمعنا و التي تعمل على تهذيب نفوس الناس لتجاوز آثار الحرب اللعينة، والسلوكيات السلبية التي افرزتها، وتتجه المشاعر نحو الحب والخير، وبناء علاقات انسانية سوية اساسها التماسك المجتمعي. كما ان التنوع والتنافس في انتاج المسلسلات في اليمن خطوة ايجابية تسهم في تطوير وارتقاء الفن اليمني والدراما على وجه الخصوص.
وفي الحقيقة ليس هناك عمل في قمة الكمال ، او لا يتعرض للانتقادات، فالناس اذواق. ولكن يتوجب علينا الاشادة بالاشياء الايجابية لنعزز من روح الابداع والتشجيع للاعمال التي تجسد روح التعاون وتدعو للحب والسلام وتعمل على الإرتقاء نحو الافضل. من خلال احداث المسلسلات هناك وجوه تألقت فقط تحتاج للدعم كي تظهر اجمل ما عندها مستقبلاً،والشباب طموح ومبدع و يحتاجون للمساندة فعلياً. كما ان الاطفال خليفة علي هزاع(منصور) في ممر آمن، وغيداء وليد العلفي(قمر) في دروب المرجلة،وبدر القحطاني(حبيب) في لقمة حلال إن وجدوا البيئة الخصبة لرعايتهم فهم نجوم الغد. ولكل النساء اللاتي شاركنا في هذه المسلسلات كنتن رائعات ومتألقات بادوراكن المتنوعة.