صلاح السقلدي
أشتكى القيادي البارز في المجلس الانتقالي الجنوبي السيد /عمرو البيض مما اسماه بتقييد الرئيس العليمي لفريق التفاوض المشترك كي يتفرد العليمي باعطاء التزامات للمبعوث الاممي بشكل منفرد،بسحب كلام البيض.
* ملاحظة: (نحن هنا لسنا بصدد نقاش موضوع المفاوضات فقد كانت لنا وقفات بهذا الموضوع وستكون ايضا انشاء الله،كما أننا هنا بصدد كيف ان الانتقالي قد صار يطالب بأن يكون جزء من بعض،بعد ان كان سقفه ينشد ان يكون طرف رئيس بالمفاوضات وليس مجرد ملحق بقوى هي اصلا من كانت ولا تزال سببا بنكبة الجنوب).
…كلام عمرو البيض الذي كان يتحدث لقناة عدن المستقلة يأتي في ذروة تدهور الأوضاع الخدمية والمعيشية وفي غمرة الحديث عن خلافات مزعومة بين أعضاء مجلس القيادة والحكومة وبين الانتقالي على خلفية هذه الأوضاع ،وربما حديث البيض يدخل إطار هذ الخلافات ولإيصال رسالة للنخب الجنوبية والشارع الجنوبي مفادها انه اي الانتقالي يخوض صراعا مع مراكز القوى التي تتسبب بهذه المعاناة،خصوصا وأن الحديث عن المفاوضات قد تراجع تحت غبار انهيار الأوضاع الخدمية والمعيشية وتفاقم الأحداث الإقليمية.
ومع ذلك سنفترض أن كلام البيض كان فعلا ناتجا عن أسلوب الخداع والاستحواذ الذي يدير به العليمي مجلس القيادة،فسنطرح ثمة تساؤلات تفرض نفسها بهذا الشأن:
- لماذا ظل الانتقالي صامتا حيال موضوع مهم كموضوع تغييبه عن فريق التفاوض طيلة هذه الفترة؟ وماذا لديه من بدائل غير الشكوى إن ظل الحال كما هو من التجاهل والفهلوة الداخلية والاقليمية؟وهل صار مبلغ ما يتوق له الانتقالي ان يكون عضوا من جُملة فريق تفاوضي شأنه شأن حزب ؟.
-هل تم إشراك غير الانتقالي بالحوارات المكثفة التي خاضتها السعودية مع الحوثيين في مسقط وافضت الى تفاهمات بخصوص ملفات غاية في الأهمية يمكن ان تشكل أرضية للتسوية السياسية النهائية؟ مع ان المعلومات التي لدينا تقول إن السعودية لم تشرك أحد في تلك الحوارات، باعتراف شخصيات داخل الرئاسي وداخل الحكومة، او ربما تم إشراكهم خلسة دون علم الانتقالي.وعطفا على معلومة عدم اشراك احد في حوارات مسقط فأن الانتقالي ومعه الرئاسي وكل القوى قد اُستبعدِوا من تلك الحوارات فكان حريا بالانتقالي ان يوجه عتبه على المملكة مباشرة بدلا من توجيه اللوم لرجل مثل العليمي لا حول له ولا قوة.
..على كل حال كلام السيد البيض يجب أن يحرك المياه الراكدة بمختلف الملفات ويعيد تقييم علاقته بمجلس القيادة والاحزاب ومع التحالف بدلا من التهيب من مواجهة الاوضاع وانتهاج اسلوب النعامة او حكاية( التحالف بيزعل مننا)،فالاوضاع باتت مأساوية على كل المجالات صارت ولا تحتمل مزيدا من التسويف والتهرب.