دخلت يومنا هذا اتصفح الأخبار ببعض المواقع الإلكترونية الإخبارية وإذا بي أجد خبر يلفت نظري فإذا بي أدخل على ذلك الخبر للإطلاع عليه فوجدته يتحدث عن مشروع تخرج لثلاثة طلاب من كلية الهندسة بجامعة عدن قسم تكنولوجيا المعلومات وكان في مضمونه بأنهم اخترعوا طائرة بدون طيار صغيرة يتم التحكم بها عبر إشارات الراديو ويصل مداها إلى ١ كم، وكل ذلك قاموا به بإمكانيات بسيطة ومحدودة.
ففي حينها راودتني بعض الأسئلة هل بالفعل تلك المواهب الشابة وبذلك الفكر والعقليات الكبيرة يتواجدون لدينا فكانت الإجابة نعم ولكن للأسف كانوا مهمشين خلف جدران التهميش فمثل تلك المشاريع الصناعية التي تعتبر من المشاريع الناجحة داخل الوطن يجب دعهم ومساندتهم والوقوف بجانبهم والعمل على توفير جميع ما يحتاجونه من إمكانيات لتطوير هذا العمل للأفضل من ذلك، والمتعارف عليه أن صناعة طيران بدون طيار تقوم به دول عظمى بوجود ورش تصنيع كبيرة وإمكانيات و ميزانيات مفتوحة بل تعطى جهود عظيمة ليتم تصدير ذلك الطيران، فما بالكم بمجموعة من طلاب وهم بذلك العقل وبإمكانيات بسيطة كيف لهم إذا توفرت لديهم ما يحتاجونه من مستلزمات وغيرها لرأينا ذلك العمل في تطور وتقدم مستمر.
لذلك فاليوم في محافظاتنا الجنوبية لدينا الكثير من الشباب الموهوبون واليأس من عدم تبني مواهبهم الكثيرة والتي باتت حبيسة الإدراج من دون وجود دعم حقيقي لها من قبل الأفراد أو الجهات المعنية إلا الندر اليسير منها، حيث قلة الاهتمام بمواهب الشباب الأمر الذي يصيب الشباب باليأس والاحباط وذلك بسبب تجاهل أو تناسي تلك المواهب رغم ما نعرفه من الطاقات الجبارة التي يمتلكها الشباب من مواهب في مجالات متعددة.
فالشباب هم القاعدة الاقوى في بناء الوطن وهم الطاقة المتجددة والعقل الراجح مما يفرض على المعنيين بالأمر إدراك أهمية الشباب ودورهم الفاعل في رفد الدولة بكل ما يملك الشباب من طاقات هائلة تنهض بالدولة والوطن ومستقبلها. ويعد الشباب الموهوبين بمثابة مصدر قوة وسعادة للوطن وهم ثروته وأداة الحاضر وقادة المستقبل وبهم ازدهرت الحضارة وتقدمت البلدان وعم من ملأوا العالم بالاختراعات والفنون وانطلقوا إلى عالم الفضاء باختراعاتهم.
لذلك يجب على الجهات المختصة أن تقوم برعاية الموهوبين والاهتمام بهم وماهو إلا تجسيد واقعي لإعطاء الشباب قيمة عليا بالمجتمع لمالهم من دور كبير في بناء الدولة الجنوبية في المستقبل القريب والدفاع عنها.
ومن هذا المنطلق يجب على الجهات المعنية أن تقوم بدعم أصحاب فكرة اختراع الطائرة بدون طيار والاهتمام بهم ودعمهم دعم شامل، واستضافتهم في وسائل الإعلام لنظهر للعالم أجمع بأن لدينا في الجنوب كوادر ومواهب شابة قادرة على البناء والتطوير والعمل والإدارة.
كتب/ خميس القيرة