رأس السنة الأمازيغية..."تاكلا" وتقاليد وتمنيات بعيد وطني

عربي ودولي
قبل 4 سنوات I الأخبار I عربي ودولي

تحمل الحاجة "إيطًّو" قدراً مملوءاً بدقيق الشعير، استعداداً لتحضير وجبة "تاكلّا" التقليدية، فالليلة ستُخصَّص للاحتفال باليوم الأول من السنة الأمازيغية وتتزامن اليوم  في 13 كانون الثاني (يناير) بالتقويم الميلادي.

 

تضع "إيطو" وهي جدة لأطفال عدة، دقيق الشعير بالتدريج في طنجرة فيها ماء يغلي، قبل أن تحرّكه بملعقة من الخشب حتى يأخذ قواماً ثقيلاً وتتركه على نار هادئة إلى أن تتماسك العصيدة.

 

 

"إيطو" ومعها الآلاف من المغربيات الأمازيغيات يحرصن على إحياء رأس السنة الأمازيغية بمختلف مناطق المغرب، حيث تتجمع العائلات للاحتفال وتناول الوجبة التقليدية "تاكلا" المقدمة في صحن والتي يفرغ عليها عسل النحل والسمن أو زيت الزيتون.

 

وترمز "تاكلا" التي تحضّر من الشعير أو الذرة، للارتباط الوثيق للأمازيغي بأرضه وما تنتجه من غَلاّت، كما يُحيل تقديمها في إناء دائري مشترك بين عدد من الأفراد إلى التضامن والتآزُر.

 

ويحتفل الأمازيغ المغاربة هذه السنة بحلول السنة الأمازيغية 2971، يوم الثالث عشر من كانون الثاني من كل عام، وإلى جانب "تاكلا" أو "العصيدة" بالعربية يشترك الأمازيغ في طبخ وجبات أكل متميزة، ويعمدون إلى الإكثار من استعمال الحليب واللبن لكي تكون سنتُهم الجديدة صافية كالحليب وفي تناول أنواع مختلفة من الفواكه الجافة والبقوليات والقطاني.

 

مطالب

وعلى غرار السنوات الأخيرة، يُحيي الأمازيغ المغاربة احتفالاتهم، على وقع مطالب متكررة بإقرار رأس السنة الأمازيغية عطلة رسمية، غير أنّ هذا الطلب المُلحّ لا يزال عالقاً حتى الساعة بسبب ما تعتبره "الحركة الأمازيغية"، "غياباً للإرادة السياسية للتعاطي الإيجابي مع هذا المطلب، ولإنصاف الأمازيغية عموماً في المغرب".

 

ووجهت النائبة البرلمانية الشابة إبتسام عزاوي التماساً لرئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني، من أجل إقرار رأس السنة الأمازيغية، الموافق لـ13 يناير، عيداً وطنياً ويوم عطلة مؤدى عنه. 

 

وقالت النائبة البرلمانية لـ"النهار العربي"، إن دستور 2011 أقرَّ اللغة الأمازيغية لغة رسمية للمملكة، وهو الأمر الذي يُكرّس مشروعية قانونية الدفع بإقرار الحقوق الأمازيغية بالبلاد.

 

وأضافت عزاوي، أن العديد من الأطراف سواء من الفاعلين السياسيين أو فعاليات المجتمع المدني وغيرها، طالبوا بتخصيص يوم وطني للاحتفال برأس السنة الأمازيغية، وهو ما من شأنه أن يعطي مكتسبات الأمازيغية قيمتها الرمزية، وسيدفع بالتالي مكوّنات المجتمع إلى التعرف على الثقافة واللغة الأمازيغية عن كثب.

 

 

من جانبها، راسلت "العُصبة الأمازيغية المغربية لحقوق الإنسان"، رئيس الحكومة من أجل المطالبة بإقرار السنة الأمازيغية عيداً وطنياً وعطلة رسمية، معتبرة أن "ترسيم السنة الأمازيغية سيكون بمثابة القرار التاريخي الذي من شأنه أن ينصف لغة وثقافة وهوية عريقة بشمال أفريقيا".

 

وأكد المكتب التنفيذي للعصبة أنَّ تصنيف رأس السنة الأمازيغية كعيد وطني، سيكون "منسجِماً مع دستور المملكة الذي يقر اللغة الأمازيغية لغة رسمية"، وأضافت الرسالة، "حان الوقت لإنصاف اللغة الأمازيغية والفرصة سانحة لبدء مصالحة تاريخية بين المغاربة وتاريخهم ولغتهم الأمازيغية الأصيلة".

 

جدل

وتزامناً مع تجدد مطلب إقرار رأس السنة الأمازيغية عيداً وطنياً وعطلة رسمية، على غرار رأسي السنة الميلادية والهجرية، أثارت فتوى الشيخ السلفي، الحسن الكتاني، بعدم جواز الاحتفال برأس السنة الأمازيغية الكثير من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي.

 

وكتب الشيخ السلفي المثير للجدل، في تدوينة له على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك": "ما يسمى السنة الأمازيغية، فلا يجوز لمسلم يؤمن بالله واليوم الآخر ويتبع رسول الله محمداً (ص) أن يحتفل به".

 

وعبّر عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب عن استنكارهم وغضبهم من فتوى الشيخ السلفي، معتبرين أن فيها تفرقة بين المغاربة.