موسيقى أواني الطبخ وبصل في الشارع.. السخرية سلاح شعبي ضد انقلاب ميانمار

عربي ودولي
قبل 3 سنوات I الأخبار I عربي ودولي

بدأ سكان ميانمار استخدام مختلف الطرق لمحاربة الانقلاب العسكري في بلادهم، وفق ما ذكرته صحيفة ”التايمز“ البريطانية.

وأشارت الصحيفة إلى أن معارضة الانقلاب العسكري في ميانمار اتجهت إلى ”أبسط طريقة ممكنة، وبالأدوات الموجودة في متناول أيدي الشعب، حيث طرق الناس الأواني، والمقالي، والغلايات، والملاعق، في شرفات منازلهم وأعتاب بيوتهم“، وألقوا البصل في الشوارع وجمعوه ببطء شديد.

وذكرت أن الرسالة التي تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي والتي قالت:“ينبغي ألا تتعطل السيارات غدًا“، غريبة بالنسبة لأي شخص خارج ميانمار.

ولكن في اليوم التالي،“أوقف سائقو السيارات على الجسور والتقاطعات في رانغون سياراتهم، وفتحوا أغطية السيارات، ووقفوا يخدشون رؤوسهم وكأنهم محتارون من تعطل السيارات في آن واحد“، وفق الصحيفة.

2021-02-sadak-1613557258

وتلك الليلة كانت الرسالة:“دعونا نقود بسرعة كبيرة غدًا“، ثم كانت حركة المرور على الطريق، في صباح اليوم التالي، تسير بوتيرة المشي، وعند معابر المشاة، توقفت مجموعات كبيرة من الناس في الوقت نفسه، لربط أربطة أحذيتهم ببطء شديد.

وتغيرت الوتيرة بعد وفاة شابة في المستشفى في نايبيداو العاصمة، أمس الجمعة، بعد 10 أيام من إطلاق الشرطة النار على رأسها أثناء مشاركتها في مظاهرة سلمية.

وأعلن الأطباء وفاة مايا ثوي خين (20 عامًا) دماغيًا بعد يومين من إصابتها، ولكنها ظلت على قيد الحياة على جهاز التنفس الصناعي والرصاصة في جمجمتها.

وتعد وفاة ”مايا“ النتيجة المباشرة الأولى لعنف قوات الأمن منذ الانقلاب في الأول من فبراير.

ومن المرجح أن يعطي ذلك دفعة جديدة للتظاهرات الضخمة التي تجري ضد حكومة مين أونغ هلاينغ العسكرية، خاصة بعد أن صنفتها لجنة من نواب حزب الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية كـ“شهيدة“.

2021-02-5555555555555-1200x675-1

ويُظهر فيلم تمت مشاركته على مواقع التواصل الاجتماعي سقوطها فجأة على الأرض بعد صدور صوت إطلاق النار من مسدس، بينما كانت الشرطة تطلق خراطيم المياه على المتظاهرين في 9 فبراير.

وقال شهود العيان إن“الرصاصة اخترقت خوذة الدراجة النارية التي كانت ترتديها“.

وقال كاونغ سيت، وهو بائع يبلغ من العمر 28 عامًا في رانغون، لصحيفة ”التايمز“:“هذا غير مقبول، وهذه جريمة ضد الإنسانية، وسيدفعون ثمنها، ولن نتوقف حتى يسقطوا“.

ومع ذلك، استخدم معظم شعب ميانمار خلال الأسابيع الثلاثة التي تلت الانقلاب، السخرية، والفكاهة، لمحاربة الانقلاب، والتي تعتمد معظمها على التكنولوجيا.

وفي حين اتخذت الانتفاضات السابقة ضد الحكم العسكري في 1988 و2007، شكل حشود من الناس في مسيرات طويلة في الشوارع، وكانت قوتها في تحدي الديكتاتورية بقوة الإرادة ملهمة، كانت الأجواء هذه المرة أقرب إلى الكرنفال من الثورة، ولم يكن التخطيط الإستراتيجي أولوية.

وسار المحتجون مرتدين أزياءً تنكرية، وفساتين الأميرات، وأمس، خرجوا إلى الشوارع يرتدون زي ميكي ماوس، ويحملون في أيديهم ملصقات الزعيمة المخلوعة أونغ سان سو تشي.

2021-02-2-3-1200x675-1

وبوحي من نشطاء الديمقراطية في هونغ كونغ، أنشأوا ”جدران لينون“، والتي تستخدم لتداول المنشورات، والشعارات، والنكات الساخرة، والرسوم الكاريكاتورية الوقحة.

وتُظهر إحدى الرسوم المتحركة شخصية الكلب الكرتوني سنوبي، وهو غاضب لأن المتظاهرين يقارنون الجنرال مين أونغ هلينغ بـ“الكلب“.

كما كانت الفكاهة الساخرة واضحة في الشيفرة التي يتواصل بها المتظاهرون مع بعضهم البعض، فعلى الرغم من محاولات المجلس العسكري المتقطعة إغلاق الإنترنت، وحجب فيسبوك، أصبحت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي والجماعات الوسيلة التي يتم من خلالها تنظيم الاحتجاجات.

ومن أحد أهداف إبطاء حركات المرور هو سد طريق القوافل العسكرية، ومنع موظفي الخدمة المدنية من الوصول إلى مكاتبهم.

وانضم الكثيرون طوعًا إلى حركة العصيان المدني، وهي مجموعة حملة على ”فيسبوك“ تسعى إلى شل الحكومة من خلال حرمانها من قوتها العاملة.

2021-02-7777-1200x675-1

ومع ذلك، تقول الصحيفة إن“هناك هدفًا آخر والذي يتمحور حول تبرير المجلس العسكري للاستيلاء على السلطة، حيث يصر مين أونغ هلينغ على أنه، لم يرتكب انقلابًا عسكريًا، بل تصرف بشكل قانوني لتصحيح ما يزعم أنه ظلم فادح: الانتخابات (الاحتيالية) التي فاز بها حزب سو تشي بأغلبية ساحقة“.

وتعد سخافة بعض الاحتجاجات ردًا في حد ذاتها على سخافة مزاعم النظام، ففي رانغون، قام المتظاهرون، أمس الجمعة، بإلقاء البصل وسط الشارع، وعطلوا حركة المرور، ثم جمعوه ببطء شديد، وانتشر مقطع فيديو للحادثة والذي نشره مغنٍ يدعى لينيث، على مواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع.

وعلّق لينيث على المقطع:“كيف ستتعاملون مع هذا الجيل أيها الجنرالات؟ أترون؟ يمكننا أن نفعل أي شيء في إطار القانون مثلكم تمامًا“.