شهدت محافظة شبوة حادثة مروعة أثارت صدمة واسعة في اليمن، بعد تداول مقطع فيديو يوثق إعدامًا ميدانيًا لشاب يدعى أمين ناصر باحاج على يد مسلحين قبليين من قبيلة أخرى، في مشهد خارج عن القانون والأعراف القضائية، ويعكس حالة الانهيار الأمني والإنساني في المنطقة.
الحادثة بدأت حين اتهمت قبيلة آل لسود الشاب باحاج بقتل أحد أبنائها، باسل المرواح البابكري. ولتفادي اندلاع مواجهات مسلحة، سلمت أسرة المتهم ابنها إلى أسرة المجني عليه، على أمل معالجة القضية وفق الأعراف والقوانين.
غير أن التسليم تحول إلى إعدام فوري، حيث أظهر الفيديو الشاب مقيد اليدين وهو يطلق نداءات استغاثة قبل أن يُقتل بدم بارد دون محاكمة أو تحقيق رسمي.
انتشار الفيديو على منصات التواصل الاجتماعي فجّر موجة غضب واستنكار، حيث وصف ناشطون المشهد بأنه "طعنة في ضمير الوطن" و"انهيار كامل لهيبة الدولة"، فيما اعتبر آخرون أن ما جرى يمثل تجريدًا للقبيلة من قيم الإنسانية والنخوة، وتحويلها إلى أداة للعنف خارج إطار القانون.
محافظ شبوة وجّه بفتح تحقيق عاجل في الجريمة، فيما أدان المركز الأمريكي للعدالة الحادثة، مؤكداً أنها تعكس تفشي ظاهرة الثأر وتنفيذ العقوبات بوسائل قبلية في ظل غياب مؤسسات الدولة، وهو ما يشكل تهديدًا مباشرًا لسيادة القانون وحقوق الإنسان.
الحادثة، التي وقعت قبل عشرة أيام، أعادت إلى الواجهة واقع الفوضى الأمنية في شبوة والمناطق الجنوبية، حيث بات "القانون القبلي" هو السائد، متجاوزًا سلطة الدولة، ومكرسًا لدوامة من الصراعات والثأر التي تهدد السلم المجتمعي وتستبيح الحق في الحياة.






