قصة إنسانية.. حين لاتملك ماتملكه

محليات
قبل 3 سنوات I الأخبار I محليات

تواجه الفتاة الكثير من المتاعب في رحلتها نحو تحقيق ذاتها وطموحها المستقبلي،بسبب موروثات تحبط تقدمها، فقد تعافر من اجل حقها في التعليم وقد تشهد رحلتها نحوالجامعة تحديات اضافية أما حين تصل للاستقلال المالي فقد تواجه قيوداً أكثر صرامة  .

 

تعمل الممرضة ماريا حسن طوال النهار وفي نوبات ليلية  لكن جهدها لايؤتي ثماره المرجوة والسبب في كما تقول "مهنةالتمريض متعبة جداً، والأجر الذي اتقاضاه منها ليس بكبير، وعلى الرغم من ذلك يذهبجزء كبير منه الى أهلي، مع أن مستواهم المادي جيد لكنهم يقولون انني سوف اصرفه في أشياءغير ضرورية"

 

تمثل عملية الاستحواذ الاسري على أجر المرأة العاملة شكلا من اشكال اعاقةعملية التمكين الاقتصادي للمرأة في كثير من مناطق اليمن "ليس لي الحقالكامل بالتصرف بأموالي الخاصة كما اريد" تقول عبير غالب –موظفة وتضيف "الفتاة تدرس وتجتهد لكي تستقل ماديا وتبني مستقبلها لكنها تصطدم بمسؤوليات مالية تحرمهاالتصرف في مالها"

 

تحصل بسمة على راتب وظيفي زهيد، يذهب ثلثه لسداد أقساط المعهد الذي تتعلم فيهاللغة الإنجليزية، بغية الحصول على ترقية وظيفية فيما يتوزع الباقي بين امهاواخوها الاصغر الذي تتحمل ثمن حاجته اليومية من "القات "كما تقول مضيفة "إخوانيالأكبر مني، لايلتزمون بمسؤوليات مالية تجاه عائلتنا، بل ترهقني المسؤولية الملقاةعلى عاتقي وحدي".

 

تقول الأستاذة جمالة القاضي مدير المساحه الآمنة في إتحاد نساء اليمن: أن تحميل المرأةكل تلك الأعباء المالية والتحكم بمواردها وعدم تقدير جهدها.. يشكل لها ضغطاًنفسياً.

 

فيما تعتبر استاذة علم الاجتماع إلهام الرضا أن "منالضروري أن يكون لدى الأهل وعي بأن المرأة كيان مستقل، وهي المسؤولة عن نفسها ولهاحرية التصرف والسيطرة على مواردها ولا تحتاج لولي أمر لكي يرشدها"

 

تقوم الفكرة السائدةعلى مبدأ أن الرجل هو المسؤول الأول عن الجانب المادي والمرأة غير مكلفة بنفقةالأطفال عند تكوين الأسرة، وهي إن تحكمت بأموالها فستهدرها على الكماليات ولذلكيقرر الزوج أيضاً كيفية تصرف المرأة بدخلها المادي وليس المرأة ذاتها من تقرر بحسبالرضا

 

 

وتفيد فاطمة عبدالله (معلمة) بالقول «كان زوجي يسيطر على راتبي، وهو المتصرفبأموالنا معا، في بداية الأمر لم اكن أبالي،لاننا كنا بحال جيدة، لكن مع مرورالوقت أصبحت لي متطلبات اريد الحصول عليها، وعندما طالبته باسترجاع مرتبي»، رد علي بانه لاينقصني شيء ولاتحق لي المطالبة؛ كون متطلبات الأسرة كثيرة، ازدادت المشاكل بينناووصلت الأمور إلى الإنفصال. وحين استعدت راتبي وقعت تحت مطرقة الأهل من جهة وتهرب الزوج من نفقةالاطفال

 

(ن.ه) طبيبة اسنان تسلط الضوء على زاويةإضافية «اعطيمجبورة نصف راتبي لوالدي لانه تحّمل نفقات تربيتي وتعليمي، والان أتى وقت استردادما أنفقه علي طوال سنوات». وتضيف هذا الدَّين تدفعه الفتاة، اما الفتيان فمعفييون منه كما يبد في تقاليد العائلة.

 

(تنشر هذه القصة بالتزامن مع نشرها في منصة "هودج"، وفقًا لمذكرة تفاهم بين منصة بوست 24 ومركز الدراسات والإعلام الاقتصادي)

_______________________