استمرار توقف الملاحة في السويس يرفع تكاليف الشحن ويغير مسار ناقلات

عربي ودولي
قبل 4 سنوات I الأخبار I عربي ودولي

ينذر استمرار توقف حركة الملاحة في قناة السويس برفع تكاليف الشحن لناقلات المنتجات البترولية إلى المثلين هذا الأسبوع، فيما قد تضطر ناقلات إلى تغيير مسارها بعيدا عن المجرى المائي الحيوي إذا لم تنجح السلطات المصرية في تعويم سفينة الحاويات العملاقة العالقة بين ضفتي القناة.

والسفينة إيفر غيفن البالغ طولها 400 متر جانحة في القناة منذ يوم الثلاثاء وثمة جهود جارية لتعويمها. وفيما أعلنت هيئة قناة السويس اكتمال 87 في المئة من عمليات التجريف عند مقدمة السفينة الجانحة، يقول محللون إن العملية ربما تستغرق أسابيع في ظل الطقس السيء.

ورحبت هيئة القناة بالتعاون مع الولايات المتحدة في جهود تعويم سفينة الحاويات الجانحة، في حين لم تعلّق على مقترح تركيا لمدّ يد العون الذي يندرج في إطار مساعي أنقرة لتفتيت الجليد مع القاهرة.

وأعربت الهيئة عن امتنانها لكل ما تلقته من عروض للمساعدة في هذا الشأن، مؤكدة حرصها على انتظام حركة الملاحة العالمية في القناة في أقرب وقت.

وحذر محللون من أن توقف الملاحة في القناة قد يرجئ 10 شحنات غاز مسال إلى أوروبا. 

وحولت 7 ناقلات غاز مسارها بعيدا عن قناة السويس إلى الخط البحري القديم حول رأس الرجاء الصالح، حسبما قالت شركة “كبلر” لتحليل البيانات الجمعة، ما يشير إلى أن مشغلي السفن أصبحوا أقل تفاؤلا بقرب حلّ أزمة السفينة الجانحة في الممر المائي الأكثر ازدحاما في العالم.

وأدى توقف الملاحة عبر القناة الواصلة بين أوروبا وآسيا إلى تعميق مشكلات خطوط النقل البحري، التي تواجه بالفعل اضطرابا وتأخيرات في توريد سلع التجزئة إلى المستهلكين.

ويتوقع محللون تأثيرا أكبر على الناقلات الأصغر والمنتجات البترولية، مثل صادرات النفتا وزيت الوقود من أوروبا إلى آسيا، إذا ظلت القناة متوقفة لأسابيع.

وقالت سري بارافيكاراسو المديرة المعنية بالنفط في آسيا لدى أف.جي.إي “نحو 20 في المئة من النفتا الآسيوية تُورد من البحر المتوسط أو البحر الأسود عبر قناة السويس”، مضيفة أن إعادة توجيه مسار السفن حول رأس الرجاء الصالح قد تضيف نحو أسبوعين إلى زمن الرحلة، وأكثر من 800 ألف طن من استهلاك الوقود للناقلات من فئة سويسماكس.

والوقود أكبر مصدر تكلفة منفرد للسفينة، ويشكل ما يصل إلى 60 في المئة من تكاليف التشغيل.

وعلى النقيض، يفاقم التوقف الوضع السيء لسوق زيت الغاز، أو الديزل، الآسيوية التي يعتريها الضعف بالفعل نظرا لأن آسيا تصدر الوقود إلى أسواق في الغرب، مثل أوروبا، والذي يتدفق ما يزيد عن 60 في المئة منه عبر القناة المكتظة في 2020 بحسب أف.جي.إي.

وتظهر بيانات ملاحية من رفينيتيف أن أكثر من 30 ناقلة نفط تنتظر في شمال وجنوب القناة للمرور عبرها منذ الثلاثاء.

وقالت بريمار إي.سي.أم شيببروكينج للوساطة في الشحن البحري “أسعار (الشحن) للناقلات من فئتي أفراماكس وسويسماكس في البحر المتوسط تحركت أولا أيضا، إذ بدأت السوق تضع في الاعتبار توافر عدد أقل من السفن في المنطقة”.

وقالت بريمار إي.سي.أم إن أربع ناقلات على الأقل من فئة "لونج -رينج 2" ربما كانت تتجه صوب السويس من حوض الأطلسي، تقيم على الأرجح الآن مسارا حول رأس الرجاء الصالح. وبإمكان الناقلة من تلك الفئة حمل نحو 75 ألف طن من النفط.

وأضافت أن ارتفاع الطلب على خام حوض الأطلسي داخل أوروبا سيزيد أيضا من استخدام تلك الناقلات الأصغر حجما ويدعم أسعار الشحن.

وزادت تكلفة شحن المنتجات الأقل تلويثا للبيئة، مثل البنزين والديزل، من ميناء توابس الروسي على البحر الأسود إلى جنوب فرنسا من 1.49 دولار للبرميل في 22 مارس إلى 2.58 دولار للبرميل في 25 مارس، بزيادة 73 في المئة بحسب رفينيتيف.

وقال أنوب جاياراج، سمسار شحن ناقلات لدى فيرنليس سنغافورة، إن مؤشرا قياسيا للشحن البحري للسفن من فئة "لونج - رينج 2" من الشرق الأوسط إلى اليابان، المعروف باسم تي.سي 1، ارتفع إلى 137.5 نقطة (ورلد سكيل) في وقت مبكر من الجمعة، مقارنة مع 100 نقطة (ورلد سكيل) الأسبوع الماضي.

وعلى نحو مماثل، سجل مؤشر لتكاليف الشحن للسفن من فئة "لونج - رينج 1" على نفس المسار، المعروف باسم تي.سي 5، 130 نقطة (ورلد سكيل)، ارتفاعا من 125 في نهاية الأسبوع الماضي. وورلد سكيل هي أداة للقطاع تُستخدم لحساب تكاليف الشحن.

وقال محللون إن تأثير تأخيرات الشحن البحري على أسواق الطاقة سيخفف منه موسم يتسم بانخفاض الطلب على النفط الخام والغاز الطبيعي المسال.

وقالت شركة كبلر لمعلومات البيانات “الطبيعة الموسمية لهذه التدفقات تعني أنه من المستبعد أن نشهد فرض ضغوط على شركات شحن الغاز الطبيعي المسال التي تنقل شحنات إلى الشرق، إذ إن مسارات رأس الرجاء الصالح الأطول والأقل تكلفة تحظى بتفضيلها”.

وقال سمسار شحن بحري يعمل من سنغافورة إن عدة ناقلات غاز مسال حولت مسارها، مضيفا أن المعنويات تجاه أسعار الشحن لناقلات الغاز المسال أكثر إيجابية بعد الحادث.

وأضاف أن بعض المشترين الأوروبيين الذين يترقبون تأخيرات في إمدادات الغاز المسال من قطر، ربما يدرسون خيارات أخرى مثل الشراء في السوق الفورية، لكن محللين يقولون إن التأثير في ظل  طلب على الغاز المسال في موسم يتسم بالانخفاض، ربما يكون ضئيلا.

وقال كارلوس توريس دياز رئيس أسواق الغاز والكهرباء لدى ريستاد إنرجي في مذكرة الخميس، إنه إذا استمر التوقف في قناة السويس لأسبوعين، قد يتأجل تسليم نحو مليون طن من الغاز المسال إلى أوروبا.

وأضاف أن هذا الرقم قد يتضاعف إلى ما يزيد عن مليوني طن من الشحنات مؤجلة التسليم، في ظل أسوأ تصور إذا ظلت القناة متوقفة لأربعة أسابيع.

وقال متعاملون في النفط إنهم يتبنون نهج الانتظار والترقب لمعرفة ما إذا كان ارتفاع المد المنتظر الأحد سيساعد في حل المسألة.

وقال متعامل مع شركة غربية “لدينا بعض الشحنات العالقة، الالتفاف حول رأس الرجاء الصالح سيكون أسوأ”.