أصدرت جمعيات روسية مدافعة عن حقوق الإنسان تقريرا يوثق الانتهاكات التي ارتكبتها القوات الروسية في سوريا، على غرار تورطها في جرائم حرب.
ويعتبر التقرير هو الأول لمنظمات غير حكومية روسية مخصص للنزاع السوري، نشر في الذكرى العاشرة للحرب في سوريا بهدف تسليط الضوء على ضحايا التدخل العسكري الروسي، وهو موضوع يعد من المحرمات في وسائل الإعلام الموالية للكرملين.
وتناقض نتائج التقرير الخطاب الرسمي الذي دأب على ترويجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتبرير تدخل بلاده العسكري في سوريا، والذي يقول إن جيشه يخوض معركة لمساندة نظام الرئيس بشار الأسد من الجماعات الإرهابية.
وأدى التدخل الروسي في سوريا إلى تغيير مسار الحرب، لكن الثمن كان سقوط العديد من الضحايا المدنيين كما اعتبر التقرير الذي أعدته أبرز منظمة غير حكومية روسية "ميموريال" مع عدة منظمات أخرى.
ويستشهد التقرير بأكثر من 150 شاهدا على أحداث الحرب في سوريا، وكتب معدو التقرير "لا تتحدث وسائل الإعلام الحكومية الروسية عن ضحايا القصف، ولا عن التهجير القسري للمدنيين الذي نتج جزئيا عن الأعمال العسكرية الروسية في سوريا".
وأشار المعدون إلى أن "الغالبية الساحقة ممن أخذت شهاداتهم لا يرون أن روسيا منقذة، وإنما قوة أجنبية مدمرة ساهم تدخلها العسكري والسياسي في تقوية مجرم الحرب على رأس بلادهم".
وأضاف التقرير أن "بعض الذين ردوا على الأسئلة كشفوا أنهم هم أو أقاربهم كانوا ضحايا القصف الروسي"، وحث التقرير موسكو على إجراء تحقيقات مستقلة في القصف الذي قام به جيشها في سوريا ودفع تعويضات للضحايا.
واستجوب معدو التقرير سوريين فروا من الحرب، في لبنان والأردن وتركيا وألمانيا أو روسيا.
وتتهم الوثيقة، التي استغرق إعدادها عامين، موسكو بارتكاب تجاوزات عبر قصف مدنيين بشكل عشوائي أو من خلال مساندة نظام متهم بارتكاب فظاعات، مثل استخدام أسلحة كيميائية أو استخدام سلاح التجويع ضد مدن محاصرة.
وقالت سيدة من سكان حي الوعر الذي كان معقلا للمعارضة في حمص (شرق) وخضع لحصار بين 2013 و2016، "بعد ستة أشهر من بدء القصف الروسي، كان هناك عدد ضحايا أكثر مما سجل خلال عامين من القصف السوري". وتزن هذه المرأة حاليا 33 كلغ.
وأشار معدو التقرير إلى أنهم يريدون أن يقرأ أكبر عدد ممكن من الروس تقريرهم، وأن "يدركوا مسؤولياتهم عما حصل باسمهم في سوريا".
وأضافوا "نشعر بالمرارة والخجل في الوقت نفسه من الطريقة التي ينظر بها السوريون الذين قابلناهم إلى الروس".
وحث التقرير الحكومة الروسية على استخدام نفوذها على السلطات السورية لإنهاء الاعتقالات التعسفية والتعذيب والمعاملة المهينة في السجون، والقتل خارج نطاق القضاء والاختفاء القسري. ودعا روسيا والحكومات الغربية إلى إجراء تحقيقات كاملة حول ما إذا كانت حملات القصف العشوائي قد أدت إلى مقتل مدنيين أو تدمير البنية التحتية.