قتيل في مظاهرات ليلية غاضبة بالعراق احتجاجا على انقطاع الكهرباء

عربي ودولي
قبل 3 سنوات I الأخبار I عربي ودولي

أسفرت المواجهات العنيفة بين متظاهرين وقوات الأمن جنوبي العاصمة بغداد السبت إثر احتجاجات ضد نقص إمدادات الكهرباء، إلى مقتل محتج وإصابة 10 آخرين، وفق مصدر طبي وشهود عيان.

وشهد حي الوحدة جنوبي بغداد، ليلة الجمعة/السبت احتجاجات واسعة قرب دائرة توزيع الكهرباء، احتجاجا على نقص الخدمات وتراجع إمدادات الطاقة الكهربائية لمنطقتهم.

وأغلق المحتجون وفق الشهود، الطريق الرئيسي جنوبي بغداد بالإطارات المشتعلة، "ما دفع قوات الأمن إلى التدخل واستخدام الرصاص الحي والهراوات لتفريق التظاهرة، في محاولة لإعادة فتحه بالقوة".

ونقلت وسائل إعلام عراقية عن بعض المحتجين قولهم إن "ساعات القطع تستمر لساعات طويلة مع ارتفاع درجات الحرارة"، مؤكدين أن الكهرباء أصبحت شبه معدومة في حي الوحدة.

وأكد مصدر طبي عراقي في دائرة صحة بغداد، تسجيل 11 إصابة بين المتظاهرين جنوبي بغداد، فارق أحدهم الحياة صباح السبت متأثرا بإصابته.

وأشار المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، إلى أن شخصا واحدا فقط أصيب بالرصاص وهو الذي توفي لاحقا، في حين كانت جميع الإصابات الأخرى بالهراوات وحالتها طفيفة.

وتشهد المحافظات العراقية تظاهرات متواصلة احتجاجا على زيادة ساعات قطع التيار الكهربائي، بالتزامن مع الارتفاع المتواصل لدرجات الحرارة.

ويعاني العراق من عجز كبير في قطاع الطاقة خلال السنوات الماضية، رغم امتلاكه احتياطات كبيرة من النفط والغاز، وهو ما ساهم في تأجيج غضب شعبي، لاسيما في محافظات الجنوب.

ويجري العراق مباحثات مع دول خليجية وعلى رأسها السعودية لاستيراد الكهرباء منها عبر ربط منظومته مع منظومة الخليج، بعد أن كان يعتمد على إيران لوحدها خلال السنوات الماضية عبر استيراد 1200 ميغاواط، وكذلك وقود الغاز لتغذية محطات الطاقة الكهربائية المحلية.

ويعتزم العراق استيراد الكهرباء من الأردن وتركيا، في مسعى من بغداد لسد النقص إلى حين بناء محطات طاقة تكون قادرة على تلبية الاستهلاك المحلي.

ويحتاج العراق إلى أكثر من 23 ألف ميغاواط/ ساعة من الطاقة الكهربائية، لتلبية احتياجات السكان والمؤسسات دون انقطاع، بينما الإنتاج الحالي يقف عند 18 ألفا.

وتزداد نقمة السكان على الحكومة في فصل الصيف (موسم الذروة)، مع تكرار الانقطاعات في الشبكة الوطنية للكهرباء وسط ارتفاع درجات الحرارة، لتصل في بعض الأحيان إلى 50 درجة مئوية.

وتزداد معاناة العراقيين وخصوصا الآلاف من النازحين في محافظات العراق المختلفة، بسبب ضعف تجهيز الطاقة الكهربائية إلى المنازل ومخيمات النازحين.

ويشهد العراق احتجاجات مستمرة على نحو متقطع منذ أكتوبر 2019، بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية، واستمرار الفساد المالي والسياسي، رغم تعهد الحكومة بمكافحته.