يستعد العراق لاستضافة بطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم للمرة الثانية في تاريخه، إثر تصويت المكتب التنفيذي لاتحاد كأس الخليج الاثنين على استضافة مدينة البصرة لخليجي 25. وصوت أعضاء المكتب التنفيذي في اجتماع في الدوحة على استضافة العراق للنسخة المقبلة من البطولة، بعد مناقشة تقرير واسع قدمه أعضاء وفد قام بإجراء زيارة تفتيشية لمدينة البصرة في وقت سابق.
وكان وفد كلف من قبل المكتب التنفيذي لاتحاد كأس الخليج زار مدينة البصرة جنوب البلاد مطلع أبريل الجاري، للوقوف على طبيعة استعدادات المدينة وجاهزيتها لاستضافة هذا الحدث الكروي الذي طال انتظاره بالنسبة للعراقيين.
ويطمح العراق إلى أن تكون النسخة المقبلة من البطولة ترتقي إلى مستوى لافت على صعيد المشاركة، إذ أشار وزير الشباب والرياضة عدنان درجال إلى نية العراق مناقشة الاتحادات الخليجية بخصوص اختيار موعد مناسب وملائم لمشاركة منتخباتها التي تنتظرها برامج مشاركات خارجية خلال الفترة المقبلة.
وحدد اتحاد كأس الخليج في وقت سابق نهاية العام الجاري أو مطلع عام 2022 لإقامة البطولة.
وسبق الوزير العراقي مرافقه محافظ مدينة البصرة أسعد العيداني قبل الإعلان الرسمي عن إقامة البطولة في العراق، بزيارة إلى دول مجلس التعاون الخليجي للمطالبة بدعم رؤساء الاتحادات الخليجية لمساندة ملف العراق قبل اجتماع المكتب التنفيذي. وزار الوفد العراقي كلاّ من الكويت والإمارات وسلطنة عمان والبحرين وأخيرا الدوحة، ولم تسمح أجندة المسؤولين الرياضيين في المملكة العربية السعودية بإجراء هذه الزيارة في وقت أشار فيه الوزير العراقي إلى دعم سعودي لملف العراق ورغبته في الاستضافة.
وأكد درجال أن الوزارة عملت كفريق واحد مع محافظة البصرة والهيئة التطبيعية لاتحاد الكرة. وأشار إلى أن تلك الجهود “تكللت بالنجاح بتناغم ودعم كبيرين جدا من الأشقاء في الخليج عبروا عنه صراحة بإيثار”.
وتابع بالقول “لا يسعنا إلا أن نقدم لهم أسمى آيات الشكر والامتنان، مؤكدين للجميع أن العمل الفعلي الكبير بدأ منذ اللحظة نحو تحضير البصرة على أفضل صورة ممكنة”.
وأكد “نحن واثقون بأن البطولة ستكون هي الأكبر والأجمل”. وقدم درجال الشكر والتقدير إلى الإعلام الرياضي والجماهير العراقية وجميع الفرق واللجان التي وقفت مع مساعي العراق لاستضافة البطولة.
وشدد على أن “الدعم المقبل الذي باركه الأشقاء في الخليج هو السعي لرفع الحظر كليا عن الملاعب العراقية، وهو ما سيحصل بتضافر جهود الأشقاء والأصدقاء معنا”.
وواصل الوزير حديثه بالقول “المرحلة الأولى من العمل لكسب تنظيم البطولة انتهت اليوم بالنجاح. الصفحة المقبلة هي الأهم والأكثر جهدا وتتطلب سعينا جميعا لإكمال جميع الاحتياجات وتوفير الأجواء الأفضل للبطولة”. وأتم بقوله “سننطلق بجهد وعزم لا يلينان ومعنا جمهور رائع وكبير يدعمنا وهو رهاننا الأكبر للنجاح المبهر”.
إصرار كبير
حاول العراق استضافة البطولة منذ أكثر من ثماني سنوات، إلا أن تلك التطلعات كانت تصطدم بالكثير من العقبات، أبرزها الأوضاع الأمنية غير المستقرة في البلاد آنذاك وعدم اكتمال العوامل الرئيسية المساعدة في استضافة البطولة، ومنها عدم جاهزية البنى التحتية.
ومهد الموقف الذي اتخذه الاتحاد القطري لكرة القدم بالاعتذار عن عدم إمكانية استضافة البطولة، الطريق أمام العراق لنجاح محاولاته في الظفر بتنظيم خليجي 25 في البصرة.
واعتمد اتحاد كأس الخليج ملعبي البصرة الدولي (سعة 65 ألف متفرج) والميناء (30 ألف متفرج) لإقامة مباريات خليجي 25، وهما ملعبان يقعان ضمن المدينة الرياضية في البصرة التي تضم أيضا مركزا طبيا متطورا ومجموعة فنادق حديثة لإسكان المنتخبات وملعبا للتدريب ومراكز تجارية وترفيهية. وبلغت كلفة تنفيذ المدينة الرياضية ما يقارب المليار دولار.
وبارك درجال على حسابه الرسمي “نبارك للعراق استضافة خليجي 25 في البصرة بعد جهود حكومية وجماهيرية تكللت بالنجاح وعملت كفريق واحد طيلة الفترة الماضية”.
وأضاف “نثمن مواقف الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي على دعمهم لملف البصرة”. وهذه المرة الثانية يستضيف فيها العراق بطولة كأس الخليج بعد الأولى عام 1979 في العاصمة بغداد والتل توج بلقبها.
إتاحة الفرصة
قال الشيخ حمد بن خليفة بن أحمد آل ثاني رئيس اتحاد كأس الخليج العربي “أتمنى أن نقف متحدين ومتكاتفين من أجل إتاحة الفرصة للعراق الشقيق والأخوة في الاتحاد العراقي لاستضافة بطولة كأس الخليج القادمة في البصرة، لعلمنا بما تمثله هذه الاستضافة للجماهير العراقية وللرياضيين العراقيين من أهمية، في بلد شقيق عانى الكثير من المآسي والحروب وقد تكون هذه الاستضافة نافذة من نوافذ الأمل عندما يرى أشقاؤنا العراقيون أن الخليج يذهب إليهم ويحتضنهم في عرس كروي هو الأكثر أهمية في منطقتنا” .
وأعرب أعضاء الجمعية العمومية عن دعمهم الكبير للعراق من أجل احتضان الحدث الخليجي الكبير وتحقيق النجاح اللائق والمساهمة في أن تكون البطولة مثالية في كل شيء وتليق بتاريخ بطولات كأس الخليج العربي.
من جانبه بارك أمين عام اتحاد كأس الخليج العربي جاسم الرميحي إناطة عهدة تنظيم خليجي 25 بالعراق وتمنى أن تحقق البطولة طموح وتطلعات الجميع.
كما أكد الشيخ راشد بن حميد النعيمي رئيس اتحاد الإمارات لكرة القدم، أن الرياضة في العالم، تمر بتحديات كبيرة في هذا الوقت، خاصة كرة القدم اللعبة الشعبية الأولى.
وأضاف أنه لا يمكن التغلب على التحديات، إلا بالمزيد من التعاون والتكاتف، وتنشيط المبادرات والأفكار الخلاقة، لأن التعاون يعبد طريق النجاح ويساعد على تحقيق الأهداف المشتركة.
وأوضح “كانت بطولة كأس الخليج العربي، واحدة من أبرز المنافسات في المنطقة، وكانت تحظى بمتابعة جماهيرية رائعة، والمنافسة فيها كانت مثيرة، ولها قيمة لدى الجماهير الخليجية”. وتابع “كما أن هذه البطولة المميزة، كانت رابطا يدعم التعاون والتآلف، وكانت تشكل عرسا خليجيا ممتعا بقيت أحداثه خالدة في أذهان أهل الخليج العربي”.
وختم “علينا جميعا أن نعمل على إعادة الروح إلى هذه البطولة، لأنها تحمل هويتنا الخليجية المشتركة، لذلك نحن في حاجة إلى العمل الجاد من أجل تحقيق هذا الهدف”.