"كلما زاد انتشار الفيروس زادت فرص تحوره".. أزمة الهند تهدد العالم

عربي ودولي
قبل 3 سنوات I الأخبار I عربي ودولي

جدد خبراء الصحة العامة تحذيراتهم من أن الانفجار الهائل لأعداد الإصابات بفيروس كورونا المستجد في الهند يشكل خطرا حقيقيا على بقية دول العالم ويهدد خطط التطعيم الطموحة في الدول الغربية.

 

وحذر الخبراء من أنه كلما زاد انتشار الفيروس، زادت فرص تحوره وخلق متغيرات يمكن أن تقاوم اللقاحات الحالية في نهاية المطاف، مما يهدد بتقويض تقدم البلدان الأخرى في احتواء الوباء.

 

وفي حديث لشبكة "سي إن إن"، يقول عميد كلية الصحة العامة بجامعة براون، الدكتور أشيش جها: "إذا لم نساعد في الهند، فأنا قلق من حدوث انفجار في الحالات حول العالم".

وأشار إلى أن تفشي كوفيد في الهند يعتبر مشكلة عالمية تحتاج إلى استجابة منسقة.

 

في دول مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، حيث تستمر الخطط الطموحة بتطعيم السكان، يعانق الأشخاص الحاصلون على اللقاح حديثا أحبائهم بعد فترة طويلة من الانفصال.

 

وعلى النقيض تماما، تحصي العائلات المنكوبة في الهند عدد موتاهم بسبب الفيروس التاجي الذي أرهق النظام الصحي وتسبب في إبعاد المرضى عن المستشفيات التي نفدت فيها الأسرة والأوكسجين.

ويرتفع عدد الحالات الجديدة في الهند إلى مستويات قياسية كل يوم، مما يخلق أزمة وطنية ذات تداعيات عالمية، خاصة وأن زيادة الانتشار يعني زيادة فرص التحور، وفقا للخبراء.

 

وفي الأيام الأخيرة، تسجل الهند ما يقرب من نصف عدد الإصابات المسجلة في كل دول العالم مع ارتفاع عدد حالات الوفاة المرتبطة بكوفيد-19.

ومنذ بداية الوباء سجلت الهند أكثر من 18.3 مليون إصابة مؤكدة، منها أكثر من 204 آلاف حالة وفاة، وفقا لإحصائيات جامعة "جونز هوبكنز"، لكن خبراء يرجحون أن الأرقام الحقيقية لضحايا الجائحة أعلى بكثير.

وبالفعل اتجهت دول عدة إلى مساعدة الهند، بما في ذلك الولايات المتحدة التي قدمت إمدادات طبية عاجلة بقيمة 100 مليون دولار.

والأربعاء خصصت المملكة المتحدة وإيطاليا وألمانيا المزيد من المعدات الطبية، والأدوية وأجهزة التنفس الاصطناعي.

 

موطن اللقاحات لا يملك جرعات كافية

في حين أن الأولوية العاجلة هي إنقاذ حياة المرضى بالفعل، فإن التطعيم في البلاد يعتبر أمرا ضروريا لمنع انتشار الفيروس. 

وعلى الرغم من كونها موطنا لأكبر منتج للقاحات في العالم، إلا أن الهند ليس لديها جرعات كافية، ولا توجد طريقة سريعة وبسيطة لتحقيق المزيد، خاصة وأن الهند تصدر أغلب الجرعات التي تصنعها إلى الخارج.

 

وتلقى حوالي 129 مليون شخص في الهند جرعة واحدة على الأقل من اللقاح حتى 27 نيسان، بحسب ما ذكرت وزارة الصحة الهندية. 

هذا يعني أن ما يزيد قليلا عن 8 في المئة من إجمالي سكان الهند البالغ تعدادهم 1.4 مليار نسمة حصلوا على جرعة واحدة على الأقل، وهذا عدد ضئيل مقارنة بدول مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، إذ ألقى الخبراء باللوم على بطء طرح اللقاح ونقص الإمدادات.