جماجم السلفيين على منابر مساجدهم.. سياسة الحوثي للإرهاب في اليمن

محليات
قبل 3 سنوات I الأخبار I محليات

لا يمر يوم، منذ بداية شهر رمضان المبارك، إلا ويقوم مسلحو الحوثي الانقلابي باقتحام مسجد ما في المحافظات اليمنية الواقعة تحت سيطرتهم، وطرد إمام المسجد والمصلين، وهو ما يقوم به عناصر من حزب الإصلاح الإخواني، وذلك بهدف نشر أفكارهم المتطرفة، وتعيين موالين لهم في تلك المسجد للقيام بعملية «غسيل عقول» لليمنيين.

نهج إخواني

وفي هذا الإطار، قام عناصر من حزب الإصلاح في 23 أبريل 2021، باقتحام مسجد بمحافظة تعز، أثناء تأدية المصلين صلاة الجمعة، وقاموا بمنع الصلاة والاعتداء على «فؤاد الجمال» خطيب المسجد، والذي أفادت مصادر يمنية أنه محسوب على السلفيين، بل وعينوا بقوة السلاح خطيبًا وإمامًا للمسجد موالٍ للحزب الإخواني، بعد إجبار الخطيب السلفي على المغادرة تحت تهديد السلاح، وحرمان المصلين من صلاة الجمعة بالمسجد.

وفي واقعة أخرى، كشفت مصادر محلية لوسائل إعلام يمنية، أن مدير مكتب الأوقاف بالمحافظة «محمد ناجي الأهدل» المحسوب على حزب الإصلاح، أصدر قرارًا قبل حلول شهر رمضان بأيام قليلة، بموجبه تم تعيين إمام جديد لمسجد المظفر في المدينة القديمة بديلًا عن الإمام السلفي، وبينوا أن الحزب الإخواني لطالما عمل على إزاحة ما تبقى من أئمة وخطباء المساجد بالمحافظة غير المنتمين للحزب، لنشر أفكاره وتوجهاته.

نهج حوثي إيراني

وعلى الجهة الأخرى، نجد جماعة الحوثيين المدعومة من إيران، والتي عملت منذ انقلابها في 2014، وسيطرتها على العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات اليمنية، على نشر فكر الملالي الشيعي المتطرف، بطرق وأساليب مختلفة، كإعطاء دورات طائفية توضح الفكر الإيراني وإجبار اليمنيين على حضورها، ومن لا يحضر يتم فرض عقوبة عليه سواء السجن أو دفع مبلغ مالي.

هذا فضلًا عن اقتحام وهدم المساجد وتحويلها إلى ثكنات عسكرية وقتل الشيوخ، في حال اعترضوا على قرارات الحوثي، وكان آخر تلك الجرائم، في 20 أبريل 2021، إذ قام عناصر الحوثي باقتحام مركز دعوي سلفي في محافظة ذمار يعد من أهم المراكز الدعوية بالمحافظة، وأجبروا المشايخ والطلبة الموجودين في المركز على مغادرته بعد الاستيلاء عليه بقوة السلاح.

 وكشف الناشطون اليمنيون على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، أن الانقلابيين استولوا على مركز دار الحديث بمدينة زراجه بمحافظة ذمار، وطردوا بقوة السلاح الشيخ القائم على الدار «علي الفتوحي»، بل وأجبروه على المغادرة بصحبة العشرات من المشايخ وطلبة العلم الذين يتخذون من الدار مركزًا لهم.  

ولم يمر سوي يوم واحد، ويقوم مسلحو الحوثي بالتوجه إلى مدينة تريم بمحافظة حضرموت، واقتحام مسجد بالمدينة واعتقال الإمام وأحد المصلين الذين حضروا لصلاة الفجر، إذ كشفت مصادر يمنية أن مقتحمي المسجد قدموا على متن سيارتين وكانوا يرتدون زيًا عسكريًّا، وهاجموا إمام المسجد بعد التلفظ عليه بعبارات وهتافات تمجد الحوثيين وتتوعد الإمام والمصلين.

فرض الأيديولوجية الحوثية

وحول ذلك، أشار الدكتور «محمد العبادي»، الباحث المتخصص في الشأن الإيراني، أن الحوثي لم يكتف فقط بإجبار الأئمة بالمساجد على توحيد خطب الجمعة، وإنما قام مسلحوه بالاعتداء على الدعاة الذين يشرحون العقيدة الصحيحة للناس وترهيبهم من أجل فرض الأيديولوجية الحوثية عليهم، الأمر الذي يدل على خوف الحوثي بشدة من حرية الكلمة، ومحاولة تحويل المساجد إلى منابر تسبح بحمدهم ليل نهار.

ولفت «العبادي» في تصريح سابق لـ«المرجع»، أن النسخة المتشددة من التشيع لا تلقى قبولًا في مناطق الشمال بالصورة التي تصدرها الميليشيا الحوثية المدعومة من إيران للعالم الخارجي، مما يتطلب دعم تلك القبائل للتخلص من سلطة الحوثي.