أعلنت وزارة الصحة في غزة صباح الثلاثاء عن ارتفاع عدد الفلسطينيين الذين سقطوا في القصف الإسرائيلي المتواصل على القطاع إلى 24، بينهم تسعة أطفال وقيادي بحركة حماس، في حين دارت في الحرم القدسي اشتباكات عنيفة بين الشرطة الإسرائيليّة ومتظاهرين فلسطينيّين خلّفت أكثر من 500 جريح.
وتتجه الأوضاع في الأراضي الفلسطينية نحو تصعيد خطير على وقع التوترات الجارية في القدس وقطاع غزة وسط مطالبات دولية بوقف التصعيد، في حين تحدثت مصادر دبلوماسية عن أنّ مصر وقطر اللتين توسّطتا في النزاعات السابقة بين إسرائيل وحماس، تُحاولان تهدئة التوتّرات.
وأعلن الجيش الإسرائيلي الثلاثاء أنه قصف 130 "هدفا عسكريا" في غزة، ما أسفر عن مقتل 15 ناشطا من حركتي حماس والجهاد الإسلامي.
وحذر المتحدث باسم الجيش جوناثان كونريكوس "نحن في المراحل الأولى من ضرباتنا المضادة، سوف تستمر"، مضيفا "نحن مستعدون للتصعيد".
وقال الجيش الإسرائيلي إنّه إلى غاية قرابة منتصف الليل بلغ عدد الصواريخ التي أُطلقت من قطاع غزّة على الدولة العبريّة أكثر من 250 صاروخا، اعترضت منظومة القبّة الحديد المضادّة للصواريخ العشرات منها.
وفي حين كانت الرّشقات الصاروخيّة تنهمر على إسرائيل انطلاقا من القطاع، أعلنت الشرطة الإسرائيليّة أنّ عربيّا إسرائيليّا قُتل ليلا بالرّصاص على هامش مواجهات دارت مع إسرائيليّين في مدينة اللدّ (وسط)، حيث تمّ إحراق عدد من السيارات.
وكان الجيش الإسرائيلي قال عند بدء استهدافه القطاع "لقد بدأنا بشنّ غارات على غزّة، وأكرّر أنّنا بدأنا، استهدفنا قائدا كبيرا في حماس" التي تسيطر على القطاع المحاصر.
وأكّد مصدر في حماس أنّ "الجيش الإسرائيلي استهدف القيادي في كتائب القسّام (الجناح العسكري للحركة) محمد فياض في بيت حانون في شمال قطاع غزّة"، مؤكّدا مقتله.
وحذّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من أنّ حماس تجاوزت "خطّا أحمر" من خلال توجيه صواريخ نحو القدس وأنّ الدولة العبريّة "ستردّ بقوّة". وقال في اجتماعات مع قادة الجيش وجهاز الشين بيت "لن نتسامح مع الهجمات على أراضينا وعاصمتنا ومواطنينا وجنودنا. من يهاجمنا سيدفع ثمنا باهظا".
جاء ذلك بعد أن حذرت كتائب القسام إسرائيل بضرورة أن تسحب قبل السادسة مساء قواتها الأمنية من باحات المسجد الأقصى، الذي كان ساحة للمواجهات.
ومساء الاثنين أعلنت الغرفة المشتركة للأجنحة العسكرية للفصائل الفلسطينية أنها أطلقت أكثر من مئة صاروخ في اتجاه إسرائيل، ردا على "العدوان الإسرائيلي في المسجد الأقصى والشيخ جراح في القدس المحتلة".
وبحسب مسؤول عسكري، كانت هناك "رشقات صاروخية باتجاه القدس المحتلة وتل أبيب وعسقلان".
وقال الناطق باسم كتائب القسام أبوعبيدة "كتائب القسام توجّه الآن ضربة صاروخية للعدو في القدس المحتلة، ردا على جرائمه وعدوانه على المدينة المقدسة وتجاوزاته ضد شعبنا في الشيخ جراح والمسجد الأقصى".
وأضاف "هذه رسالة على العدو أن يفهمها جيدا، وإن عدتم عدنا وإن زدتم زدنا".
وندّدت الولايات المتحدة "بأكبر قدر من الحزم" بإطلاق صواريخ على إسرائيل، معتبرة أنّه "تصعيد غير مقبول"، داعية جميع الأطراف إلى "الهدوء" و"نزع فتيل التوترات".
ودعا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إسرائيل والفلسطينيين إلى احتواء التصعيد، حاضا على وقف فوري لإطلاق الصواريخ من قبل حماس.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس "نعترف بحق إسرائيل المشروع في الدفاع عن نفسها وشعبها وأراضيها".
ودانت لندن إطلاق الصواريخ ودعت إلى "احتواء فوري للتصعيد من جميع الأطراف ووقف استهداف المدنيين".
يأتي إطلاق الصواريخ في اليوم الرابع من المواجهات بين الفلسطينيين وقوات الأمن الإسرائيلية في القدس الشرقية، التي احتلتها إسرائيل وضمتها بخلاف القانون الدولية.
ومنذ الجمعة شهدت القدس الشرقية عموما وباحات المسجد الأقصى خصوصا، مواجهات بين قوات الأمن الإسرائيلية ومتظاهرين فلسطينيين هي الأعنف منذ 2017، لكنّ أعنف الاشتباكات دارت الاثنين إذ أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني أنّ أكثر من 520 فلسطينيا أصيبوا بجروح، قسم كبير منهم أصيبوا في أعينهم ورؤوسهم، في حين أعلنت الشرطة الإسرائيلية سقوط تسعة جرحى على الأقلّ في صفوفها.
وتجدّدت المواجهات ليل الاثنين في باحات المسجد، بعد أن ردّت الشرطة الإسرائيلية على إلقاء شبّان مفرقعات باتجاه قواتها، بإطلاق الأعيرة المطاطية وقنابل الصوت في محاولة لتفريق المحتجين.
وتصدى المئات من الفلسطينيين المعتكفين في المسجد في العشر الأواخر من شهر رمضان لمنع مستوطنين من الدخول إليه، إذ تحيي إسرائيل الاثنين ذكرى "يوم توحيد القدس" أي احتلالها للقدس الشرقية في 1967 ومن ثم ضمّها.
ومنعت الشرطة الإسرائيلية المستوطنين الذين تجمعوا عند حائط البراق (أو الحائط الغربي عند اليهود) القريب، وهو أقدس الأماكن لدى اليهود، من دخول الباحات والبلدة القديمة عبر باب العامود، فألغيت مسيرة كانوا ينوون تنظيمها.
وأعلنت الشرطة الإسرائيلية في بيان مقتضب الاثنين إخلاء الحائط الغربي.
وخرجت تظاهرات في العديد من مدن الضفّة الغربية المحتلّة، حيث أحصى الهلال الأحمر ما مجموعه 200 جريح.